
رسالة مهينة على “واتس أب” تنتهي بفقدان البصر وتعويض بـ100 ألف درهم
في واقعة صادمة كشفت مدى خطورة التهجم اللفظي عبر وسائل التواصل، خسر رجل عربي بصره في عينه اليمنى بعدما تلقى لكمة عنيفة من شخص آسيوي ردّاً على رسالة سبّ تلقاها منه على تطبيق “واتس أب”. الحادثة التي بدأت بملاسنة رقمية، تطورت إلى اعتداء جسدي نتج عنه عاهة مستديمة، وانتهت بحكم قضائي مدني ألزم المعتدي بدفع تعويض قدره 100 ألف درهم.
تفاصيل القضية كشفت أن الجاني لم يتحمل إهانة وصلت إليه عبر الهاتف، فبادر بالاعتداء على الطرف الآخر، ما تسبب له بانفصال في الشبكية، أدى إلى فقدان دائم للبصر في إحدى عينيه، وفق ما أثبته تقرير الطب الشرعي الذي قدّر نسبة العجز بـ35%.
وبحسب ما ورد في ملف القضية، تم إحالة الطرفين إلى محكمة الجزاء في دبي، التي أدانت العربي بتهمة السبّ عبر وسائل تقنية المعلومات، وألزمته بغرامة قدرها 1000 درهم، فيما حُكم على المعتدي بالحبس ستة أشهر والإبعاد عن الدولة بعد انقضاء العقوبة.
ورغم انتهاء الفصل الجزائي، لم يتوقف الضحية عند هذا الحد، بل بادر برفع دعوى مدنية للمطالبة بتعويض قدره 150 ألف درهم عن الأضرار الجسدية والنفسية والمادية التي لحقت به، مشيراً إلى ما أنفقه على العلاج وفترة الانقطاع عن العمل، بالإضافة إلى الألم النفسي الذي أصابه نتيجة فقدان بصره.
وقدمت هيئة المحكمة المدنية في دبي حيثياتها مستندة إلى تقارير طبية وأحكام سابقة صادرة عن درجات التقاضي الثلاث، مؤكدة التزامها بما خلص إليه الحكم الجزائي من ثبوت الواقعة، وعدم إمكانية إعادة بحثها وفقاً لما تقرره قواعد الإثبات في القانون.
وأكدت المحكمة أن الاعتداء ألحق بالمدعي أذىً بدنياً بالغاً، وضرراً معنوياً لا يمكن إنكاره، يتمثل في الشعور بالمهانة والحزن الشديد، وانعكاسات نفسية لا يمكن تجاهلها. واستناداً إلى كل ما سبق، رأت المحكمة أن المبلغ المناسب لجبر هذه الأضرار هو 100 ألف درهم، مع فائدة قانونية سنوية بنسبة 5% تُحتسب من تاريخ صدور الحكم النهائي.
هذه الحادثة تسلط الضوء على خطورة الانزلاق في الخلافات الرقمية، التي قد تبدأ بكلمات، لكنها تنتهي بكوارث إنسانية وقضائية لا تُحمد عقباها.