
بعد سنوات من التقشف.. البابا لاون 14 يعيد بريق الفاتيكان ويختار “قلعة المليار يورو” لعطلته
في خطوة لافتة أعادت الجدل حول مظاهر الثراء في الفاتيكان، قرر البابا لاون الرابع عشر قضاء عطلته الصيفية في قلعة جاندولفو الشهيرة، التي تُعد واحدة من أرقى ممتلكات الكرسي الرسولي وتُقدّر قيمتها بنحو مليار يورو، لتنهي سنوات من إغلاق القلعة التي فرضها سلفه البابا فرانسيس ضمن سياسة التقشف.
وتقع قلعة جاندولفو الإيطالية في موقع استراتيجي على تلال مطلة قرب العاصمة روما، حيث لا تبعد أكثر من 25 دقيقة عن المدينة، وتُعرف بمكانتها العقارية والتاريخية المرموقة، باعتبارها أحد المقار التقليدية لإقامات الباباوات لقضاء الإجازات منذ قرون.
وبحسب تقديرات وكالة الأنباء الإيطالية “Inmobiliaria.It”، تتراوح قيمة القلعة بين مليار وملياري يورو، مستندة في ذلك إلى متوسط سعر المتر المربع الذي يصل إلى 2133 يورو، مع الأخذ بالاعتبار المساحة الشاسعة للعقار والتي تبلغ نحو 550 ألف متر مربع، إلى جانب ما تحمله القلعة من إرث تاريخي وثقافي يعزز من قيمتها الفريدة في سوق العقارات الأوروبي.
وتأتي هذه العودة إلى قلعة جاندولفو كجزء من توجه أوسع لدى البابا لاون 14 لإحياء بعض الرموز والتقاليد المرتبطة بالمؤسسة البابوية، وهو ما انعكس أيضاً في قرارات أخرى اتخذها مؤخراً، مثل إعادة العمل بمكافآت خاصة للموظفين القدامى ومنح مزايا وظيفية كانت مجمّدة منذ أكثر من عقد.
وأوضحت مصادر مطلعة أن هذه المزايا أُعيد تفعيلها بعد مراجعة مالية دقيقة للوضع الاقتصادي للفاتيكان، حيث تهدف تلك الخطوة إلى تكريم العاملين أصحاب الخدمة الطويلة، في بادرة فُسّرت على أنها محاولة لتعزيز العلاقة بين الإدارة البابوية والمجتمع الوظيفي الداخلي للفاتيكان.
ويرى مراقبون أن هذه الإجراءات تمثل بداية مرحلة جديدة من إعادة هيكلة مالية وتنظيمية داخل الفاتيكان، بعد سنوات من التقشف والتقليل من النفقات التي فرضتها أزمات عالمية، كان أبرزها تداعيات جائحة كورونا.
من جانب آخر، لا يقتصر قرار العودة إلى جاندولفو على كونه مجرد إجازة شخصية، بل يحمل أبعاداً رمزية كبيرة تتعلق بربط الكنيسة مجدداً بجذورها التاريخية ومساحاتها التقليدية، وهو ما يعكس أسلوباً مختلفاً في إدارة الدور البابوي مقارنة بالمرحلة السابقة.
ورغم عدم كشف تفاصيل مدة العطلة أو البرنامج الخاص بها، إلا أن اختيار هذه القلعة الفاخرة أثار بالفعل تفاعلات واسعة في الأوساط الكنسية والإعلامية، وسط حديث عن احتمال تقييد وصول الزوار والسياح للقلعة خلال فترة الإقامة البابوية، ما يعيد للواجهة النقاش حول التوازن بين الرمزية الدينية والترف التاريخي في إدارة شؤون الفاتيكان.