
الإمارات تكثف جهودها لمكافحة السمنة.. دليل وطني شامل لإدارة الوزن وتحسين الصحة العامة
خطوة جديدة تعكس التزام الإمارات ببناء مجتمع صحي ومستدام، حيث أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن إطلاق الدليل الوطني لمكافحة السمنة وإدارة الوزن لدى البالغين، في إطار مساعيها المستمرة لتعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بزيادة الوزن.
ويمثل هذا الدليل مرجعاً علمياً متكاملاً تم تطويره وفق أحدث المعايير العالمية، بمشاركة نخبة من المتخصصين في مجالات الصحة العامة والتغذية وأمراض الغدد الصماء والجراحة، إلى جانب إشراف خبير دولي لضمان أعلى مستويات الدقة والكفاءة، ويهدف الدليل إلى تمكين الأفراد والكوادر الطبية من مواجهة تحديات السمنة عبر حلول مدروسة قائمة على الأدلة والبراهين.
ولا يقتصر الدليل على التوجيهات الطبية، بل يقدم منظومة متكاملة للتعامل مع مشكلة السمنة من أربعة محاور رئيسية، تشمل تحسين العادات الغذائية بما يتناسب مع الثقافة المحلية، والتشجيع على ممارسة النشاط البدني، وتطوير استراتيجيات سلوكية لتعديل أنماط الحياة غير الصحية، بالإضافة إلى تحديد الحالات التي تتطلب تدخلاً طبياً أو جراحياً.
ومن جانبه، أكد الدكتور حسين الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة، أن هذا الدليل يمثل جزءاً من استراتيجية وطنية تهدف إلى تحسين جودة الحياة والحد من الأمراض المزمنة، مشيراً إلى أهمية تكاتف جميع القطاعات والمؤسسات الصحية والإعلامية لتحقيق هذه الأهداف، خاصة من خلال الحملات التوعوية والتدريب المستمر للكوادر الطبية.
وفي السياق ذاته، أوضحت الدكتورة بثينة بن بليلة، رئيس قسم الأمراض غير السارية والصحة النفسية بالوزارة، أن السمنة لم تعد مجرد مشكلة شكلية، بل باتت من أبرز المسببات للأمراض الخطيرة مثل السكري وأمراض القلب وبعض أنواع السرطان، مضيفة أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب نهجاً شاملاً يركز على التوعية والتغيير السلوكي، وهو ما يهدف إليه الدليل الجديد.
وفي إطار الشراكات الاستراتيجية، أشادت الدكتورة شيشيليا رادو، المدير العام لشركة نوفونورديسك الإمارات، بهذا الإنجاز الذي جاء ثمرة التعاون مع وزارة الصحة، مؤكدة أن مثل هذه المبادرات تساهم في تحقيق رؤية “نحن الإمارات 2031” لبناء مستقبل أكثر صحة للأفراد والمجتمع.
وأكدت الوزارة أنها ستعمل على نشر الدليل على نطاق واسع، من خلال منصاتها الرقمية وحملات التوعية وورش العمل التدريبية لضمان وصول التوصيات لأكبر شريحة ممكنة من المواطنين والمقيمين، وذلك في إطار المساعي الوطنية لبناء مجتمع يتمتع بصحة أفضل ويواجه مخاطر السمنة بأساليب علمية وآمنة.