اخبار الامارات

سارة الأميري: بناء الإنسان يبدأ من ربط اليد بالعقل

في خطوة استراتيجية تعكس توجّه دولة الإمارات نحو تجديد رؤيتها التعليمية، كشفت وزيرة التربية والتعليم، سارة بنت يوسف الأميري، عن الدوافع الحقيقية وراء قرار إعادة الامتحانات الكتابية، مؤكدة أن العودة إلى استخدام القلم في الصفوف الأولى ليست مجرد تغيير شكلي، بل توجه تربوي عميق يعزز التفكير ويربط بين الحواس والذهن.

وأشارت الأميري إلى أن الكتابة اليدوية تُعد أكثر من مجرد مهارة تعليمية، فهي تمثل عملية ذهنية تفاعلية تعزز القدرات الإدراكية والتواصلية للطالب، موضحة أن الشاشات التعليمية أدوات فعالة، لكنها لا تُغني عن المهارات الأساسية التي تشكل قاعدة بناء العقل والوعي منذ المراحل الدراسية الأولى.

نهاية “الإمسات” وبداية مرحلة جديدة

وضمن أبرز التحولات التي يشهدها قطاع التعليم، أعلنت الوزيرة أن قرار إلغاء اختبار الإمارات القياسي «الإمسات» جاء بعد مراجعة شاملة لفعاليته في ظل التوجهات التعليمية الحديثة، مبينة أن المنظومة الجديدة تركز على تمكين الطالب من اكتشاف ذاته وتحديد مساره التعليمي في الوقت المناسب، بعيداً عن الاختبارات المصيرية الموحدة.

لكل طالب توقيته الخاص

تساءلت الأميري: “كيف يمكننا حصر مستقبل طالب في امتحان واحد، ونحن نؤمن بأن الميول والقدرات تظهر في مراحل زمنية متباينة؟”، مؤكدة أن السياسة التعليمية الجديدة تنطلق من واقع متغير، يتطلب مرونة دائمة ومراجعة للأدوات المستخدمة بما يتماشى مع تطور المجتمع وتطلعاته.

المجمعات التعليمية.. إنجاز قياسي برؤية متكاملة

وفي سياق التطوير المستمر، سلطت الوزيرة الضوء على مشروع “المجمعات التعليمية”، الذي أنجز خلال فترة زمنية لا تتجاوز ثمانية أشهر، ليصبح أحد أبرز مكونات منظومة التعليم الحكومي. ولفتت إلى أن هذا المشروع ما كان ليرى النور بهذه السرعة والكفاءة لولا دعم القيادة الرشيدة والتعاون الكامل بين الجهات المعنية.

المدرسة.. أكثر من فصل دراسي

أطلقت الوزارة مبادرة “مدرسة فريجنا” لتفتح أبواب المدارس أمام المجتمع، بعد انتهاء الدوام الرسمي، وتحولها إلى مراكز نشاط مجتمعي تقدم برامج تعليمية وثقافية وفنية ورياضية، لتجعل من المدرسة مركزاً نابضاً بالحياة، وفضاءً لتنمية المواهب وتعزيز الانتماء.

توسعة البنية التحتية.. والمدرسة الحكومية الخيار الأول

أكدت الأميري أن الوزارة تعمل على تطوير البيئة المدرسية من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية وإنشاء مرافق تعليمية حديثة، لتصبح المدارس الحكومية الوجهة الأولى لأولياء الأمور. وشددت على أهمية وجود بيئة تعليمية مرنة ومتطورة تدعم التغيرات المتسارعة في العالم وتلبي احتياجات الطالب العصري.

إنجازات بأيدٍ إماراتية

تحدثت الوزيرة عن سرعة الاستجابة في تنفيذ المشاريع التعليمية، مشيرة إلى أن خطة تطوير المجمعات التعليمية بدأت بالدراسة في أكتوبر، وتم تنفيذها فعلياً في ديسمبر، وهو ما يعكس كفاءة العمل الحكومي الإماراتي وسرعة تحوله من التخطيط إلى الإنجاز.

أبناءنا يحتاجون وقتاً نوعياً لا ساعات طويلة

في رسالتها إلى الأسر الإماراتية، دعت سارة الأميري إلى التركيز على جودة الوقت مع الأبناء، وليس على كثرته، معتبرة أن نصف ساعة من التواصل الحقيقي قد تصنع فرقاً جوهرياً في حياة الطفل. وأضافت: «ما يحتاجه الأبناء هو التوجيه الصادق وغرس القيم، لا المراقبة المستمرة ولا العزلة عن العالم».

فطرة الشغف.. ومسؤولية التوجيه

أوضحت الأميري أن الأطفال يولدون بشغف طبيعي نحو الاستكشاف، لكنهم بحاجة إلى من يوجّههم وسط فيض المؤثرات الرقمية والمرئية المحيطة بهم. وأكدت أن ما يرسخ في وجدان الطفل ليس ما يشاهده على الشاشة، بل ما يتلقاه من قيم وأخلاق ومبادئ داخل بيته ومدرسته.

مستقبل التعليم.. يبدأ من مرونة السياسات

اختتمت الوزيرة حديثها بالتأكيد على أن وزارة التربية والتعليم تنتهج رؤية شاملة لبناء إنسان متوازن، متسلح بالمعرفة والمهارات والقيم، وقادر على مواجهة متغيرات العصر بثقة ووعي، مشددة على أن التعليم في الإمارات ليس فقط نظاماً أكاديمياً، بل مشروع وطني لتمكين الإنسان منذ الطفولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى