اخبار العالم

ترامب يوافق على عمليات للمخابرات الأمريكية في فنزويلا وسط تصاعد الأزمة مع نيكولاس مادورو

في تطور جديد يُنذر بزيادة حدة التوتر بين واشنطن وكراكاس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه منح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) تفويضًا رسميًا لتنفيذ عمليات سرية في فنزويلا، مستهدفًا حكومة الرئيس نيكولاس مادورو التي تواجه عزلة دولية متزايدة.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن الخطوة تأتي ضمن خطة ترامب للإطاحة بمادورو من الحكم، معتبرة أن الهدف هو «استعادة الديمقراطية» في الدولة الغنية بالنفط والتي تعيش أزمة سياسية واقتصادية منذ سنوات.

وبحسب المصادر، فإن هذه العمليات تُعد امتدادًا لحملة الضغط القصوى التي تقودها واشنطن ضد حكومة مادورو منذ عام 2019، وتشمل العقوبات الاقتصادية المشددة، وتجميد أصول فنزويلا في الخارج، ودعم المعارضة بقيادة خوان غوايدو الذي حاول سابقًا إعلان نفسه رئيسًا مؤقتًا.

اتهامات فنزويلا بتهريب المخدرات تثير الجدل

وأوضح ترامب أن قراره جاء بعد تقارير تتهم فنزويلا بأنها نقطة عبور رئيسية لتهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة، خاصة مخدر “الفنتانيل” شديد الخطورة. وأضاف أن بلاده «تتعرض لخطر كبير بسبب العصابات التي تديرها حكومة مادورو وتستخدم البحر الكاريبي طريقًا رئيسيًا للتهريب».

وأعلنت واشنطن كذلك مكافأة قدرها 50 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقال مادورو أو إدانته في قضايا تتعلق بالمخدرات وغسل الأموال.

لكن تقارير أمريكية أخرى أشارت إلى أن المكسيك، وليست فنزويلا، هي المصدر الأكبر للفنتانيل الذي يصل إلى الأسواق الأمريكية، ما جعل بعض الخبراء يعتبرون هذه الخطوة ذات دوافع سياسية أكثر من كونها أمنية.

تحركات عسكرية في البحر الكاريبي

بالتزامن مع القرار الاستخباراتي، أصدر ترامب أوامر بنشر قوات أمريكية إضافية في جنوب البحر الكاريبي تحت شعار “مكافحة التهريب”.

ونفذت القوات خمس ضربات بحرية استهدفت قوارب قالت واشنطن إنها تشارك في نقل المخدرات، دون تقديم أدلة ملموسة على تورطها.

ويرى محللون أن هذه التحركات العسكرية تمثل رسالة سياسية واضحة لمادورو وحلفائه، خصوصًا روسيا والصين، مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام جميع الوسائل لحماية مصالحها في نصف الكرة الغربي.

كراكاس ترد وتتهم واشنطن بانتهاك القانون الدولي

من جانبها، وصفت الحكومة الفنزويلية تصريحات ترامب بأنها اعتراف خطير بانتهاك السيادة الوطنية، معتبرة أن إعطاء الضوء الأخضر للمخابرات الأمريكية يعني «شرعنة مؤامرة لتغيير النظام» في الدولة اللاتينية.

وأكدت وزارة الخارجية الفنزويلية أن هذه الخطوات تمثل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن واشنطن تسعى في النهاية إلى السيطرة على موارد فنزويلا النفطية، التي تُعد من بين الأكبر في العالم.

وأضاف البيان أن «ما يحدث ليس سوى محاولة جديدة من الولايات المتحدة لفرض إرادتها على الشعوب الحرة»، مؤكدة أن الشعب الفنزويلي «سيقاوم أي تدخل خارجي أو مساس باستقلاله».

أزمة تتجه نحو التصعيد

ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب الأخيرة قد تفتح فصلاً جديدًا من التوتر الأمريكي الفنزويلي، بعد سنوات من العقوبات والحروب الدبلوماسية والإعلامية.

ويؤكد خبراء العلاقات الدولية أن هذا التحرك يعكس رغبة ترامب في إعادة فرض النفوذ الأمريكي في أمريكا اللاتينية، خاصة في ظل الصراع الجيوسياسي المتصاعد مع روسيا والصين على المنطقة.

ومع غياب قنوات الحوار الدبلوماسي بين الجانبين، يخشى مراقبون أن يتحول التصعيد إلى صراع مفتوح بالوكالة، يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، ويزيد من حدة الانقسام في القارة اللاتينية.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى