
البيت الأبيض: بدء تشكيل قوة الاستقرار الدولية تمهيداً لإعادة إعمار غزة وفق خطة ترامب
في تطور سياسي مهم بشأن مستقبل غزة بعد الحرب، أعلن مستشاران رفيعا المستوى في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة بدأت فعلياً مشاورات لتشكيل ما يُعرف بـ«قوة الاستقرار الدولية»، ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة إعمار غزة وإنهاء النزاع القائم في القطاع.
وأكد المستشاران، في إفادة صحفية بواشنطن مساء الأربعاء، أن سكان غزة أثبتوا صموداً استثنائياً رغم ما عانوه خلال الحرب، مشيرين إلى أن المساعدات الإنسانية بدأت تتدفق تدريجياً، وأن العديد من النازحين عادوا إلى مناطقهم لإقامة خيام مؤقتة بانتظار إعادة الإعمار.
تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة
وأوضح المسؤولان الأمريكيان أن واشنطن تجري مشاورات مكثفة مع عدد من الدول العربية والإسلامية، من بينها مصر والإمارات وقطر وإندونيسيا وتركيا وأذربيجان، للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية (ISF) المقرر أن تتولى مهام حفظ الأمن والإشراف على جهود إعادة الإعمار في القطاع.
وأشار أحد المستشارين إلى أن تركيا أبدت استعدادها لإرسال فرق متخصصة في انتشال الجثث والمساعدة الإنسانية، فيما تتولى الولايات المتحدة دوراً إشرافياً ولوجستياً فقط دون المشاركة القتالية، إذ من المقرر إرسال نحو 200 جندي أمريكي لدعم العمليات من خارج غزة.
وأضاف أن عدد الفريق الأمريكي الموجود حالياً على الأرض يتراوح بين 12 إلى 22 خبيراً يعملون على التنسيق بين الجهات المختلفة، وتنظيم المسارات اللوجستية التي تضمن استقرار القطاع ونجاح المرحلة الأولى من العملية.
خطة ترامب لإعادة إعمار غزة
تستند خطة ترامب المكونة من 20 بنداً إلى محورين رئيسيين: وقف إطلاق النار، وتشكيل إدارة فلسطينية جديدة ذات طابع «تكنوقراطي» غير سياسي تتولى إدارة الحياة اليومية في غزة تمهيداً لبدء مشاريع إعادة الإعمار.
وذكر المستشاران أن المرحلة الأولى من الخطة تضمنت انسحاب القوات حتى “الخط الأصفر” وفتح الممرات الإنسانية وتبادل الأسرى والمحتجزين، وهي المرحلة التي تم تنفيذها بنجاح.
أما المرحلة الثانية، فتشمل إنشاء إدارة فلسطينية جديدة بعيداً عن الخلافات السابقة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، بهدف إيجاد نموذج حكم مدني فعال يركّز على تحسين الخدمات وتخفيف المعاناة الإنسانية دون التورط في الجدل السياسي حول السيادة أو الحكم الذاتي.
واشنطن تؤكد التزامها بالاستقرار الإقليمي
وأوضح أحد المستشارين أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى «تصميم نظام مستدام يعيد غزة إلى الحياة تدريجياً» ويمنع أي تصعيد جديد، مؤكداً أن واشنطن تعمل بتنسيق وثيق مع حلفائها لضمان عدم وقوع استفزازات ميدانية قد تهدد الهدنة الحالية.
وأضاف أن الجيش الأمريكي يلعب دوراً محورياً في تنظيم العمليات المعقدة التي تشمل أكثر من 40 مساراً متوازياً، من بينها إيصال المساعدات، وتنظيم عمل الشركاء الدوليين، وضمان تنفيذ الخطوات الميدانية وفق جدول دقيق.
وختم المستشار حديثه قائلاً: «ما يجري اليوم يمثل لحظة تاريخية يمكن أن تمهد لولادة نظام جديد في غزة، يمنح الفلسطينيين أملاً واقعياً في مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً، إذا ما تضافرت الجهود الدولية لإنجاح خطة إعادة الإعمار».