اخبار العالم

 بريطانيا تدعم مولدوفا بإرسال مدربين عسكريين لمواجهة تهديدات الطائرات المسيرة والنفوذ الروسي

 

في خطوة تؤكد تصاعد التوتر بين الغرب وروسيا، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن إرسال مجموعة من الخبراء العسكريين إلى مولدوفا لتدريب الجيش المولدوفي على مكافحة الطائرات المسيرة، ضمن خطة لتعزيز القدرات الدفاعية لدول أوروبا الشرقية في مواجهة التهديدات الروسية المتزايدة.

وقالت الوزارة في بيانها إن “المدربين العسكريين البريطانيين المتخصصين في التصدي للطائرات بدون طيار سيساعدون القوات المولدوفية على تطوير تكتيكات دفاعية متقدمة، في إطار دعم لندن لشركائها في المنطقة لتعزيز أمنهم القومي”.

ويُعد هذا القرار جزءًا من جهود بريطانيا والناتو لرفع جاهزية الجيوش المجاورة لروسيا، وسط مخاوف من توسع رقعة الصراع الأوكراني إلى دول مجاورة.

مولدوفا بين ضغوط الناتو وتهديدات روسيا

يأتي الدعم البريطاني بعد أيام من إقرار حكومة مولدوفا استراتيجيتها العسكرية الجديدة، التي صنّفت روسيا كأحد أبرز التهديدات لأمنها القومي، مع إعلان نيتها رفع الإنفاق العسكري إلى 1% من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي المقابل، اعتبرت الاستخبارات الروسية أن هذه التحركات تمثل جزءًا من خطة حلف الناتو لتحويل مولدوفا إلى قاعدة متقدمة لأي صراع محتمل مع موسكو، محذّرة من أن الغرب يستخدم البلاد كأداة ضغط جيوسياسي.

ويرى مراقبون أن إرسال بريطانيا لمدربين عسكريين إلى مولدوفا يحمل رسالة سياسية واضحة، مفادها أن لندن لن تسمح بتزايد النفوذ الروسي في أوروبا الشرقية، خاصة في ظل تصاعد التوتر الإقليمي بسبب الحرب في أوكرانيا.

انقسام داخلي في مولدوفا حول الحياد

في الوقت نفسه، تشهد مولدوفا انقسامًا سياسيًا حادًا بشأن طبيعة علاقاتها مع الغرب وروسيا. فقد حذر الرئيس السابق إيغور دودون من أن حكومة الرئيسة مايا ساندو “تدفع البلاد نحو مواجهة مع موسكو، متجاهلة مبدأ الحياد الذي ينص عليه الدستور”، على حد تعبيره.

ويرى المعارضون أن إشراك بريطانيا والناتو في تدريب الجيش المولدوفي قد يُحوّل البلاد إلى ساحة صراع جديدة في المواجهة بين الشرق والغرب.

بريطانيا ومولدوفا… شراكة دفاعية جديدة في مواجهة موسكو

يعتبر محللون أن الدعم العسكري البريطاني لمولدوفا لن يتوقف عند حدود التدريب، بل قد يتطور إلى تعاون استخباراتي وتسليحي أوسع في المستقبل، ضمن سياسة بريطانية تهدف إلى إعادة ترسيخ نفوذها العسكري بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.

ويؤكد مراقبون أن الخطوة تأتي ضمن استراتيجية الناتو لتأمين جناحه الشرقي، وتعزيز القدرات الدفاعية للدول الصغيرة المحاذية لروسيا، وسط توقعات بأن تلعب لندن دورًا أكبر في رسم ملامح الأمن الأوروبي خلال السنوات المقبلة.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى