
مأساة في راجاستان: مصرع 19 شخصًا في حريق مروع داخل حافلة غربي الهند
في حادث مأساوي جديد يعكس تحديات السلامة المرورية في الهند، لقي ما لا يقل عن 19 شخصًا مصرعهم وأصيب 15 آخرون بينهم طفلان، إثر اندلاع حريق هائل في حافلة ركاب بولاية راجاستان غربي البلاد، فجر الأربعاء، أثناء سيرها على الطريق الرابط بين جايسالمر وجودبور، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية.
تفاصيل حادث الحافلة في راجاستان
كانت الحافلة تقل 57 راكبًا في طريقها من مدينة جايسالمر السياحية الشهيرة نحو جودبور، حين لاحظ السائق تصاعد دخان كثيف من الجزء الخلفي للمركبة.
وعلى الفور أوقف الحافلة إلى جانب الطريق محاولًا إنقاذ الركاب، لكن النيران اشتعلت بسرعة كبيرة، ما أدى إلى تفحم الحافلة بالكامل خلال دقائق.
ووفقًا لوسائل إعلام هندية بينها قناة NDTV، فقد أسفر الحريق عن وفاة 19 راكبًا على الأقل في موقع الحادث، بينما نُقل المصابون إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج، بعضهم في حالة حرجة بعد إصابتهم بحروق تراوحت بين 50 و70%.
التحقيقات الأولية: تماس كهربائي وراء الحريق
قالت الشرطة الهندية في بيان إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن تماسًا كهربائيًا هو السبب المحتمل للحريق، حيث اندلعت النيران في مؤخرة الحافلة قبل أن تمتد بسرعة إلى باقي الأجزاء، ما حال دون تمكن الركاب من مغادرتها في الوقت المناسب.
وتعمل فرق الإطفاء والإنقاذ على فحص بقايا الحافلة لمعرفة التفاصيل الدقيقة وراء الحادث، بينما تم فتح تحقيق رسمي من قبل السلطات المحلية لتحديد ما إذا كانت هناك مخالفات تتعلق بالصيانة أو معايير السلامة.
ردود فعل رسمية وتعاطف شعبي واسع
أعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن حزنه العميق لما وصفه بـ”الحادث المفجع”، قائلاً في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا): “يؤسفني وقوع خسائر في الأرواح بسبب الحادث المأساوي في جايسالمر خالص تعازيّ لعائلات الضحايا ودعواتي للمصابين بالشفاء العاجل.”
وأعلن مودي أن صندوق الإغاثة الوطني لرئيس الوزراء سيقدم 200 ألف روبية هندية نحو 2250 دولارًا لأسر الضحايا، و50 ألف روبية للمصابين، دعمًا لهم في هذا الوقت العصيب.
كما وجهت حكومة ولاية راجاستان تعليمات عاجلة لوزارة النقل بفتح تحقيق شامل في معايير الأمان الخاصة بالحافلات الخاصة والعامة، والتأكد من سلامة أنظمة الكهرباء والوقود لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
سلامة النقل البري في الهند تحت المجهر
تُعد الهند من أكثر الدول تسجيلًا لحوادث الطرق والنقل في العالم، حيث تُشير الإحصاءات الحكومية إلى وفاة أكثر من 150 ألف شخص سنويًا في حوادث سير وحرائق مركبات ناجمة عن ضعف الصيانة أو الإهمال في إجراءات الأمان.
وغالبًا ما ترتبط هذه الحوادث بقدم المركبات وسوء شبكات الطرق في بعض الولايات، إضافة إلى نقص الرقابة على الحافلات الخاصة التي تنقل أعدادًا كبيرة من الركاب بين المدن.
ويرى خبراء السلامة أن حادث راجاستان الأخير يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحديث أنظمة النقل العام في البلاد، واعتماد معايير صارمة للفحص الفني الدوري، خاصة في المناطق الريفية التي تكثر فيها الحافلات القديمة والمتهالكة.
حزن وصدمة بين الأهالي والناجين
وأظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام محلية مشاهد مروعة للحافلة المتفحمة وأصوات ذوي الضحايا الذين تجمعوا في موقع الحادث، في وقت تسابق فيه فرق الدفاع المدني والشرطة الزمن لتحديد هويات الجثث التي تفحمت بالكامل.
وأفاد أحد الناجين، الذي كان جالسًا بالقرب من النافذة، أن “كل شيء حدث في ثوانٍ.. شممنا رائحة احتراق، ثم تحولت الحافلة إلى كتلة نار قبل أن نتمكن من القفز منها”.