
146 ألف سائح إماراتي أنفقوا 1.65 مليار درهم في بريطانيا خلال عام واحد.. والسوق الإماراتية تتصدر وجهات السفر الفاخرة
تواصل المملكة المتحدة الحفاظ على مكانتها كإحدى الوجهات المفضلة للسياح الإماراتيين، إذ كشفت بيانات هيئة السياحة البريطانية “فيزيت بريتن” عن أرقام تؤكد عمق العلاقة السياحية بين البلدين.
فقد زار 146 ألف سائح إماراتي بريطانيا العام الماضي، مسجلين أكثر من 1.1 مليون ليلة فندقية في مختلف المدن البريطانية، مع إنفاق إجمالي تجاوز 1.65 مليار درهم (336 مليون جنيه إسترليني)، ما يعكس النمو الكبير في حركة السياحة الإماراتية نحو المملكة المتحدة.
بريطانيا.. وجهة مفضلة بفضل التنوع والتاريخ والعلاقات المتينة
تُعد بريطانيا من أكثر الوجهات جذباً للمسافرين من الإمارات، لما تقدمه من تجارب سياحية متنوعة تجمع بين الطبيعة الخلابة، والثقافة العريقة، والتسوق الراقي، والمطاعم العالمية، إلى جانب التسهيلات الحكومية في التأشيرات والخدمات السياحية.
ويرى الخبراء أن هذه الأرقام تعكس قوة العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، فالإماراتيين لا ينظرون إلى بريطانيا كوجهة سياحية فحسب، بل كـ”تجربة متكاملة” تشمل التعليم، والاستثمار، والرعاية الصحية، ما يجعلها محطة دائمة لكثير من الأسر الإماراتية.
السياحة الإماراتية ترفع إنفاقها في بريطانيا بنسبة ملحوظة
ووفقاً لبيانات “فيزيت بريتن”، بلغ إجمالي إنفاق الزوار الإماراتيين 336 مليون جنيه إسترليني خلال عام واحد، أي ما يعادل 1.65 مليار درهم إماراتي، بمتوسط إنفاق يصل إلى 1641 جنيهاً للزيارة الواحدة.
كما سجلت الهيئة أن إجمالي عدد الزوار من السوق الإماراتية بما في ذلك المقيمون في الدولة بلغ 374 ألف زائر، أنفقوا أكثر من 613 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يضع الإمارات ضمن أهم خمس أسواق سياحية خليجية لبريطانيا.
الرحلات الجوية تعزز السياحة بين الإمارات وبريطانيا
شهدت حركة الطيران بين البلدين نمواً غير مسبوق في السعة التشغيلية، حيث بلغ عدد الرحلات الأسبوعية المباشرة بين الإمارات والمملكة المتحدة 199 رحلة بسعة تفوق 87 ألف مقعد.
وتستحوذ لندن على نحو 67% من إجمالي المقاعد، بفضل إقبال السياح الإماراتيين على العاصمة البريطانية كمركز للثقافة والتسوق والأنشطة الترفيهية.
كما أكدت “فيزيت بريتن” أن 98% من الزوار الإماراتيين يصلون إلى بريطانيا جواً، وأن السعة المقعدية للرحلات المباشرة تجاوزت مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 101% خلال عام 2024، وهو مؤشر على استعادة وتعافي السوق السياحية بالكامل.
من يزور بريطانيا من الإمارات؟
أظهرت البيانات أن 77% من السياح الإماراتيين تتراوح أعمارهم بين 25 و54 عاماً، وهي الفئة الأكثر نشاطاً في السفر والإنفاق.
كما أن 76% من الزوار سبق أن زاروا بريطانيا خلال السنوات العشر الماضية، ما يعكس الولاء العالي للوجهة البريطانية. وتأتي الرحلات العائلية والإجازات القصيرة في صدارة الدوافع للسفر، تليها رحلات التسوق وزيارات الصيف الطويلة خلال العطلات المدرسية.
حملات ترويجية تستهدف السياح الإماراتيين
تعمل هيئة السياحة البريطانية على تكثيف حملاتها الترويجية في مواسم الأعياد والعطل الرسمية داخل الإمارات، من خلال تقديم عروض خاصة للإجازات القصيرة، وتعاون مع شركات السفر والطيران الخليجية لجذب المزيد من الزوار.
ووفق استطلاع أجرته “فيزيت بريتن”، أكد 81% من السياح الإماراتيين أنهم “يرجّحون بشدة” التوصية بزيارة بريطانيا لأصدقائهم وأسرهم، وهي نسبة تقارب المتوسط العالمي (82%)، ما يعزز الثقة في التجربة السياحية البريطانية.
الإماراتيون.. سفر بوعي واستثمار في التجربة
يضع المسافر الإماراتي ضمن أولوياته القيمة مقابل المال وجودة الخدمات، ويرى في بريطانيا مزيجاً مثالياً من الفخامة والتاريخ.
كما أن الاستقرار الأمني والبنية التحتية المتقدمة يجعلانها وجهة مريحة للعائلات والأفراد على حد سواء.
ويؤكد مراقبون أن هذا الإنفاق السياحي الكبير من الإماراتيين لا يُعد مجرد مؤشر على الرفاهية، بل يعكس الثقة المتبادلة بين البلدين، والمكانة الخاصة لبريطانيا لدى الزائر الخليجي، في وقت تتوسع فيه المملكة المتحدة في فتح آفاق جديدة للسياحة الفاخرة والخدمات المخصصة للمسافرين من الخليج.