اخبار العالم

إسرائيل تُكرم ترامب بوسام رفيع تقديرًا لدوره في صفقة تبادل الأسرى مع غزة

في خطوة رمزية تحمل أبعادًا سياسية ودبلوماسية عميقة، أعلن الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ عن منحه وسام رئيس الدولة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، تكريمًا لما وصفه بـ«الجهود الحاسمة» التي بذلها في التوصل إلى اتفاق أدى إلى الإفراج عن محتجزين إسرائيليين من قطاع غزة.

ويأتي هذا التكريم بعد أيام من الإعلان عن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، التي أفضت إلى إطلاق سراح عدد من الإسرائيليين مقابل إفراج تل أبيب عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين، وذلك في إطار هدنة إنسانية مؤقتة تم التوصل إليها بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية.

وسام رئاسي يحمل دلالات سياسية

وبحسب ما نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن قرار منح الوسام جاء بعد مشاورات داخلية في ديوان الرئاسة، ورُؤي فيه تعبير عن «امتنان الدولة الإسرائيلية للدور المحوري الذي لعبه ترامب في تسريع تنفيذ الاتفاق».

ويُعد وسام رئيس الدولة أرفع تكريم تمنحه إسرائيل لشخصيات أجنبية ساهمت في دعم مصالحها أو تعزيز علاقاتها الدولية.

ومنح هذا الوسام لترامب يأتي ليؤكد  بحسب مراقبين رغبة القيادة الإسرائيلية في إعادة توطيد العلاقات مع واشنطن، التي شهدت تباينًا في المواقف خلال إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، خصوصًا تجاه ملف الحرب في غزة.

ترامب ودوره في اتفاق غزة

رغم خروجه من البيت الأبيض قبل نحو أربعة أعوام، لا يزال اسم ترامب حاضرًا بقوة في ملفات الشرق الأوسط. فقد لعب، وفق تقارير إسرائيلية، دورًا غير مباشر عبر قنوات دبلوماسية سابقة وشخصيات نافذة في واشنطن للمساعدة في إتمام التفاهمات المتعلقة بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين.

ويُشار إلى أن ترامب كان قد رعى خلال فترة رئاسته اتفاقيات أبراهام التي فتحت الباب أمام تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وهو ما يعتبره الإسرائيليون أحد أبرز إنجازاته السياسية في المنطقة.

ويرى محللون أن تكريم ترامب في هذا التوقيت يحمل رسالة مزدوجة: الأولى موجهة إلى الداخل الإسرائيلي لتأكيد نجاح الحكومة في استعادة الأسرى بدعم دولي، والثانية إلى الخارج لتذكير الإدارة الأمريكية الحالية بدور ترامب في حماية المصالح الإسرائيلية وتعزيز أمنها الإقليمي.

ردود فعل إسرائيلية وأمريكية

وقد قوبل الإعلان عن التكريم بترحيب واسع داخل الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، حيث وصفت صحيفة جيروزاليم بوست الخطوة بأنها «إشارة وفاء من الدولة العبرية لحليفها الأبرز في العقود الأخيرة».

في المقابل، أثار القرار جدلاً في الولايات المتحدة، إذ اعتبره بعض المراقبين «محاولة سياسية لإعادة تسليط الضوء على إنجازات ترامب الخارجية» في وقتٍ يستعد فيه لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية 2026، بينما رأى آخرون أن التكريم «يعكس نجاح السياسة الأمريكية في لعب دور الوسيط الفاعل في أزمات الشرق الأوسط».

وسام يحمل رمزية تاريخية

وسام رئيس الدولة في إسرائيل ليس تكريماً عادياً؛ فهو يُمنح عادةً لرؤساء دول أو شخصيات تركت بصمة واضحة في دعم إسرائيل سياسيًا أو اقتصاديًا أو أمنيًا.

ومن بين الحاصلين عليه سابقاً الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، ما يجعل إدراج اسم ترامب في هذه القائمة إضافة جديدة إلى سجل العلاقات التاريخية بين تل أبيب وواشنطن.

إسرائيل وملف غزة: بين السياسة والرمزية

تكريم ترامب يأتي في وقتٍ تحاول فيه إسرائيل ترميم صورتها الدولية بعد شهور من الحرب في غزة والانتقادات الحقوقية المتزايدة، وهو ما يجعل الخطوة ذات بعد دبلوماسي أكثر من كونها مجرد لفتة تقدير شخصية.

كما يراها بعض المراقبين محاولة من هرتسوغ لإعادة توجيه الأنظار نحو الشراكة الأمريكية – الإسرائيلية وإبراز الدعم المستمر الذي تحظى به تل أبيب في الملفات الحساسة، لا سيما في قضايا الأمن والمفاوضات الإنسانية.

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى