اخبار العالم

إندونيسيا تعرض وساطتها لتقريب كوريا الشمالية من رابطة آسيان وتعزيز الاستقرار الإقليمي

في خطوة دبلوماسية لافتة تحمل رسائل متعددة إلى المجتمع الدولي، أعلنت إندونيسيا استعدادها لتقريب وجهات النظر بين كوريا الشمالية ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في محاولة لدمج بيونج يانج في الإطار الإقليمي الآسيوي وتعزيز قنوات الحوار وسط التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية.

إندونيسيا تدعم الحوار بين كوريا الشمالية وآسيان

أكد وزير الخارجية الإندونيسي حسن ويراجو سوجيونو، خلال زيارته الرسمية إلى بيونج يانج، أن بلاده على استعداد لتيسير وتعزيز التواصل بين كوريا الشمالية ودول آسيان، مشيرًا إلى أهمية فتح قنوات تواصل فعّالة تساعد على تعزيز السلام والأمن في آسيا.

وجاءت تصريحات سوجيونو خلال لقائه مع نظيرته الكورية الشمالية تشوي سون-هوي، في زيارة تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من اثني عشر عامًا لوزير خارجية إندونيسي إلى كوريا الشمالية.

وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية الإندونيسية أن اللقاء تطرق إلى سبل تعزيز مشاركة كوريا الشمالية في الآليات الإقليمية التي تقودها آسيان، مثل المنتدى الإقليمي لرابطة آسيان (ARF)، وهو منصة تجمع وزراء خارجية المنطقة لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية المشتركة.

زيارة نادرة تحمل أبعادًا استراتيجية

تأتي زيارة الوزير الإندونيسي في وقت حساس تشهد فيه شبه الجزيرة الكورية توترًا متصاعدًا بسبب التجارب الصاروخية المتكررة لبيونج يانج، والعقوبات الدولية المفروضة عليها.

ويرى مراقبون أن المبادرة الإندونيسية تهدف إلى إعادة كوريا الشمالية إلى طاولة الحوار الإقليمي، عبر إطار دبلوماسي أكثر انفتاحًا بعيدًا عن سياسة العزلة والعقوبات التي تفرضها القوى الغربية.

إندونيسيا، باعتبارها أكبر دولة في آسيان، تتمتع بعلاقات متوازنة مع كل من الكوريتين، ما يجعلها مرشحًا مثاليًا للعب دور الوسيط في القضايا الإقليمية المعقدة. كما تُعرف جاكرتا بتاريخها في الوساطات السياسية الهادئة، إذ سبق أن ساهمت في تقريب وجهات النظر بين دول جنوب شرق آسيا في ملفات حساسة.

اتفاقات لتعزيز التعاون بين إندونيسيا وكوريا الشمالية

وأكدت الخارجية الإندونيسية أن اللقاء الثنائي بين الوزيرين لم يقتصر على مناقشة العلاقات بين بيونج يانج وآسيان فقط، بل شمل أيضًا بحث سبل تطوير التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات متعددة تشمل السياسة والثقافة والتعليم والرياضة.

وقد وقّع الجانبان على تجديد مذكرة التفاهم الخاصة بإنشاء لجنة مشاورات ثنائية، تُعد منصة جديدة لتعميق العلاقات في مختلف القطاعات وتحقيق المنفعة المتبادلة للطرفين.

آفاق جديدة للدبلوماسية الإقليمية

تُعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية إندونيسيا لتعزيز مكانتها كقوة دبلوماسية إقليمية مؤثرة في آسيا، خصوصًا في ظل المتغيرات الجيوسياسية العالمية والصراع على النفوذ بين واشنطن وبكين.

ويرى محللون أن إدماج كوريا الشمالية في المنظومة الإقليمية عبر آسيان يمكن أن يسهم في خفض حدة التوتر في شمال شرق آسيا، ويفتح المجال أمام دبلوماسية جديدة أكثر شمولًا تقوم على التعاون بدل المواجهة.

مستقبل الحوار بين كوريا الشمالية وآسيان

رغم أن الخطوة ما تزال في مراحلها الأولى، إلا أن زيارة وزير الخارجية الإندونيسي تُعد إشارة إيجابية نحو إعادة بناء الثقة مع كوريا الشمالية، التي ظلت لفترة طويلة معزولة عن المنصات الإقليمية والدولية.

ويرجّح المراقبون أن تشهد الأشهر المقبلة تحركات دبلوماسية إضافية من جاكرتا، بهدف تمهيد الطريق أمام مشاركة كوريا الشمالية في اجتماعات آسيان المستقبلية، بما يعزز من الاستقرار والأمن في آسيا والمحيط الهادئ.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى