
كوريا الشمالية تطلق مياه سد حدودي دون إخطار.. وتحذيرات في كوريا الجنوبية من فيضانات محتملة
أثارت خطوة مفاجئة من كوريا الشمالية قلق السلطات في كوريا الجنوبية، بعد أن قامت بيونج يانج بإطلاق المياه من أحد السدود الحدودية دون أي إخطار مسبق، وهو ما اعتبرته سول تصرفًا يهدد سلامة السكان في المناطق القريبة من الحدود.
كوريا الشمالية تطلق مياه سد هوانغغانغ دون تنسيق مع سول
أكدت وزارة المناخ والطاقة والبيئة في كوريا الجنوبية، في بيان رسمي، أن صور الأقمار الصناعية التي التُقطت مساء السبت أظهرت تصريفًا كبيرًا للمياه من سد هوانغغانغ، الواقع شمال الحدود بين الكوريتين.
وأشارت الوزارة إلى أن هذا السلوك المفاجئ تكرر أكثر من مرة في السنوات الأخيرة دون أي تنسيق أو إشعار مسبق، مما يزيد من خطر الفيضانات المفاجئة على المناطق الحدودية الجنوبية.
ارتفاع منسوب المياه وتحذيرات عاجلة للسكان
بحسب السلطات المحلية في بلدة يونتشيون وإقليم غيونججي، ارتفع منسوب المياه في نهر إيمجين إلى 1.86 متر صباح الأحد، بعد أن كان مترًا واحدًا منتصف الليل.
هذا الارتفاع السريع دفع الحكومة المحلية إلى إصدار تحذيرات عاجلة عبر الرسائل النصية للسكان والزوار، مطالبةً الجميع بإخلاء المناطق القريبة من النهر تفاديًا لأي فيضانات مفاجئة.
كما أفاد مسؤول في سد غوننام بأنهم لاحظوا تدفقًا متزايدًا للمياه منذ الساعة الثالثة فجرًا، ما أكد أن بيونج يانج أطلقت المياه بالفعل من السد دون تنسيق.
اتفاقات لم تلتزم بها بيونج يانج
يُذكر أن كوريا الشمالية كانت قد وافقت في عام 2009 على إخطار سول مسبقًا قبل تصريف مياه السدود الحدودية، بعد أن تسببت عملية مشابهة آنذاك في وفاة ستة أشخاص داخل كوريا الجنوبية.
ورغم التزام بيونج يانج بهذه الإجراءات خلال عامي 2010 و2013، إلا أنها توقفت تمامًا عن إرسال الإشعارات منذ ذلك الحين، ما زاد من حدة التوتر في العلاقات الحدودية بين الجارتين.
مخاوف من تصاعد التوتر بين الكوريتين
يرى مراقبون أن إطلاق المياه دون إخطار ليس مجرد إجراء فني، بل يحمل رسائل سياسية في توقيت حساس، حيث تتزايد الخلافات العسكرية والدبلوماسية بين الشمال والجنوب.
كما يأتي هذا الحدث في ظل استمرار هطول الأمطار الغزيرة على المنطقة منذ يوم الجمعة، مع توقعات بهطول إضافي في الأيام المقبلة، ما يجعل مخاطر الفيضانات أكثر احتمالًا.
ويؤكد محللون أن هذا التصرف قد يعيد ملف التعاون الحدودي إلى الواجهة، خصوصًا فيما يتعلق بإدارة الموارد المائية المشتركة، في ظل غياب قنوات اتصال رسمية بين الكوريتين.