
«تريند الدمى الشريرة» يحرق طفلة إماراتية ويكشف خطر المحتوى الرقمي على الأطفال
تحوّل يوم ميلاد الطفلة الإماراتية موزة كاسب سبع سنوات إلى مأساة، بعدما حاولت تقليد مقطع متداول على وسائل التواصل الاجتماعي يُظهر اشتعال دمية ضمن ما يُعرف بـ«تريند الدمى الشريرة»، أحد التحديات الخطيرة المنتشرة مؤخراً بين الأطفال.
كانت موزة تحتفل بعيد ميلادها في منزل أسرتها بإمارة رأس الخيمة، حين أشعلت النار في دمية صغيرة لتقليد المقطع المنتشر، غير أن النيران سرعان ما التهمت ملابسها التقليدية “المخور الإماراتي” المزيّنة بالخرز، ما تسبب في اشتعال جسدها خلال ثوانٍ.
ركضت الطفلة مذعورة إلى الخارج في محاولة للهروب، قبل أن يصادف شقيقها مرورها، فسارع إلى تمزيق ثيابها المشتعلة وإنقاذها من موت محقق.
نُقلت موزة أولاً إلى مستشفى خليفة التخصصي في رأس الخيمة، ثم إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية في أبوظبي لتلقي العلاج المتخصص، بعد إصابتها بحروق امتدت من الصدر حتى الظهر والكتفين، واستمر علاجها لأكثر من 66 يوماً متواصلة.
وخضعت الطفلة لعلاجات دقيقة باستخدام تقنيات متطورة، مثل المصفوفة الحيوية المؤقتة (BTM) وعمليات ترقيع الجلد بتقنية «ميك»، لتسريع الشفاء وتقليل الألم.
تقول والدتها إن ابنتها «كانت تبكي من الألم، لكنها أظهرت شجاعة كبيرة، وبدأت تحلم بأن تصبح أخصائية علاج طبيعي لمساعدة الآخرين كما ساعدها الأطباء».
اليوم، استعادت موزة ابتسامتها وعادت إلى مدرستها بثقة، لكنها خرجت من التجربة بدرس مؤلم، قائلة: «صرت أخاف من النار، ولن أقلد أي تريند خطر مجدداً».
تحذيرات من مخاطر التريندات الخطرة على الأطفال
الأخصائية الاجتماعية عائشة راشد سعيد الكندي، رئيسة قسم البرامج والأنشطة في جمعية توعية ورعاية الأحداث، حذّرت من خطورة «التريندات الخطرة» المنتشرة عبر وسائل التواصل، مشيرة إلى أنها تُشكّل تهديداً حقيقياً لسلامة الأطفال النفسية والجسدية.
وقالت إن كثيراً من المقاطع المنتشرة تُقدَّم بأسلوب ترفيهي مضلل، يصوّر تجارب خطرة كإشعال النار أو القفز من أماكن مرتفعة على أنها مواقف مرِحة أو آمنة، في حين يُخدع الأطفال بها لغياب قدرتهم على التمييز بين التمثيل والواقع.
وأكدت الكندي أن التربية الرقمية والرقابة الواعية داخل الأسرة هي خط الدفاع الأول لحماية الأطفال من مخاطر المحتوى الرقمي، موضحة أن الحوار المستمر بين الأهل والأبناء حول ما يشاهدونه على الإنترنت قد يمنع حوادث مشابهة.
وأضافت: «وجود الوالدين كشركاء في التجربة الرقمية يمنح الطفل شعوراً بالأمان، ويجعله أكثر استعداداً لمشاركة ما يتعرض له من محتوى مريب، مما يقلل احتمالية الوقوع في الخطر قبل حدوثه».
رسالة إنسانية من طفلة وجرس إنذار لكل الأسر
حادثة الطفلة موزة كاسب ليست مجرد قصة مؤلمة، بل تحذير قوي من التريندات الخطرة التي تنتشر بسرعة بين الأطفال على الإنترنت دون رقابة.
ورغم ما مرت به، خرجت موزة برسالة مؤثرة إلى أقرانها تقول فيها:«لا تقلدوا كل ما تشاهدونه على الإنترنت، فبعض الترندات قد تترك ندوباً لا تُشفى».