
دخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميًا بعد اتفاق شرم الشيخ: خطوة نحو التهدئة واستعادة الحياة الإنسانية
في تطور إنساني لافت واستجابة مباشرة لاتفاق شرم الشيخ للسلام، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن حكومة الاحتلال وافقت على السماح بدخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة يوميًا، في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق الموقّع مع حركة حماس، والذي يشمل أيضًا ترتيبات لوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية مصرية ودولية، يهدف إلى تسريع إيصال المساعدات إلى سكان القطاع المنهك بعد أشهر طويلة من الحرب، مشيرة إلى أن القوافل الإنسانية ستبدأ الدخول بشكل فوري من خلال المعابر الخاضعة للتنسيق الأمني مع القاهرة.
تفاصيل اتفاق شرم الشيخ ومكونات خطة السلام
الاتفاق الجديد الذي أُعلن عنه في شرم الشيخ يُعد أول خطوة عملية ضمن خطة السلام المرحلية التي تم توقيعها بإشراف الولايات المتحدة ومصر والاتحاد الأوروبي، وبمشاركة مراقبين دوليين.
وتشمل بنود الاتفاق وقف العمليات العسكرية بشكل متبادل، وانسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا من الخطوط القتالية نحو الحدود التي تم تحديدها على الخرائط خلال المفاوضات.
كما ينص الاتفاق على السماح بإدخال المعدات الطبية والمواد اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة في غزة، بما في ذلك الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات.
وسيجري التنسيق حول تشغيل معبر رفح تحت إشراف أمني مصري وبوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي لضمان انسيابية دخول المساعدات ومنع أي خروقات أمنية.
معبر رفح محور التحرك الإنساني الجديد نحو غزة
يُتوقع أن يلعب معبر رفح البري دورًا محوريًا في تنفيذ الاتفاق، حيث أُشير إلى أن تشغيله سيتم وفق آلية تنسيقية بين السلطات المصرية والإسرائيلية، بمشاركة أوروبية، على غرار التفاهمات السابقة التي تمت مطلع العام الجاري.
وبحسب المصادر، سيُسمح للفلسطينيين باستخدام المعبر للسفر والدخول بعد موافقة إسرائيلية مسبقة، بينما لا تزال تفاصيل آلية العودة قيد النقاش بين الأطراف. ويُعد ذلك خطوة نحو إعادة فتح المعابر بشكل أوسع في المستقبل القريب، إذا ما تم تثبيت الهدنة الحالية.
أبعاد إنسانية وسياسية لدخول المساعدات إلى غزة
يرى مراقبون أن السماح بدخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة ليس مجرد خطوة إغاثية، بل مؤشر على تحوّل سياسي أوسع نحو تخفيف الحصار وإعادة إعمار القطاع تدريجيًا.
فبعد أكثر من عام على تصاعد الصراع، تبدو الحاجة الإنسانية في غزة في أعلى مستوياتها، حيث تعاني آلاف الأسر من نقص الغذاء والدواء والمياه.
ويؤكد خبراء أن تنفيذ هذا البند من الاتفاق يعكس نجاح الجهود المصرية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف، وعودة القاهرة إلى لعب دورها التاريخي كوسيط رئيسي في القضايا الإقليمية، خصوصًا في ملفات السلام الفلسطيني – الإسرائيلي.
دعم دولي وتفاؤل حذر بمستقبل الاتفاق
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحماس وقعتا رسميًا على المرحلة الأولى من خطة السلام في شرم الشيخ، مشيدًا بالجهود المصرية في تحقيق هذا الاختراق الدبلوماسي.
وقال ترامب إن هذه المرحلة تُمثل “نقطة انطلاق نحو سلام دائم في المنطقة”، مضيفًا أن الإدارة الأمريكية تتابع تنفيذ البنود المتعلقة بالمساعدات والانسحاب العسكري، بينما من المقرر عقد اجتماع لاحق لتحديد ملامح المرحلة الثانية التي ستتناول مستقبل الحكم في القطاع.
وفي الوقت نفسه، عبّرت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن ترحيبهما بالخطوة الإنسانية نحو غزة، داعين إلى ضمان وصول المساعدات دون قيود، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين.