
مصرع ثلاثة متسلقين كروات إثر انهيار جليدي مميت في جبال الألب السلوفينية
مأساة في جبال الألب السلوفينية: انهيار جليدي يودي بحياة ثلاثة متسلقين كروات
شهدت سلوفينيا، أمس الأحد، حادثًا مأساويًا إثر انهيار جليدي مروّع في جبال الألب شمال غرب البلاد، أدى إلى مصرع ثلاثة متسلقين كرواتيين كانوا يمارسون رياضة تسلق الجبال في منطقة جبل “توسك” الشاهقة، التي تعد من أشهر الوجهات لعشاق المغامرة والرياضات الجبلية في أوروبا الوسطى.
وأكدت فرق الإنقاذ السلوفينية اليوم الاثنين العثور على جثث المتسلقين الثلاثة، بعد جهود بحث مضنية استمرت طوال الليل وسط تضاريس وعرة وظروف جوية قاسية، حيث تجاوز ارتفاع الثلوج في بعض المناطق مترًا كاملًا.
تفاصيل الحادث: رحلة مغامرة تنتهي بمأساة
وبحسب ما أعلنته شبكة ABC News، فإن الضحايا الثلاثة كانوا ضمن مجموعة تضم سبعة متسلقين كرواتيين، انطلقوا في رحلة استكشافية إلى جبل توسك الذي يبلغ ارتفاعه 2275 مترًا.
وأثناء الصعود، انفصل ثلاثة من أعضاء الفريق عن المجموعة الرئيسية وواصلوا التقدّم نحو القمة، قبل أن يضرب انهيار جليدي مفاجئ المسار الذي يسلكونه، ليدفنهم تحت طبقات كثيفة من الثلوج.
وقال ميها آره، قائد فريق الإنقاذ السلوفيني، إن رجال الإنقاذ تمكنوا من العثور على جثة أحد المتسلقين بعد ظهر الأحد، إلا أن سوء الأحوال الجوية اضطرهم إلى تعليق عمليات البحث حتى صباح الاثنين، حيث استُؤنفت الجهود بنجاح وتم انتشال الجثتين الأخريين.
وأشار آره إلى أن التضاريس الجبلية الوعرة وانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر ساهما في صعوبة عمليات الإنقاذ، مؤكدًا أن المتسلقين الثلاثة لقوا مصرعهم على الفور نتيجة قوة الانهيار ودفنهم تحت الثلوج.
جبل “توسك”: وجهة الأحلام التي تخفي خطرًا دائمًا
يعد جبل توسك واحدًا من أشهر القمم في سلسلة جبال الألب السلوفينية، ويجذب سنويًا مئات المتسلقين من مختلف دول أوروبا بفضل مناظره الخلابة ومساراته المتنوعة.
لكن، وبحسب خبراء الجيولوجيا، فإن المنطقة معرضة باستمرار لخطر الانهيارات الجليدية، خصوصًا خلال فترات التغير السريع في درجات الحرارة أو بعد تساقط الثلوج بكثافة.
وتحذر السلطات السلوفينية المتسلقين بانتظام من تجاهل تعليمات السلامة أو الصعود بشكل فردي دون أجهزة رصد الانهيارات، إذ تُعد هذه الأخطاء من أبرز أسباب الكوارث الجبلية في المنطقة.
رياضة تسلق الجبال… بين الشغف والخطر
تُعتبر رياضة تسلق الجبال من أكثر الرياضات التي تجمع بين التحدي والمغامرة، لكنها أيضًا من أخطرها، إذ تشير تقارير الاتحاد الأوروبي للجبال إلى أن أكثر من 150 شخصًا يفقدون حياتهم سنويًا في جبال الألب بسبب الانهيارات أو الحوادث الناجمة عن الطقس القاسي.
ويرى الخبراء أن التغيرات المناخية المتسارعة أدت إلى زيادة معدلات الانهيارات الجليدية خلال العقد الأخير، نتيجة ذوبان الطبقات الجليدية وضعف تماسكها مع الصخور.
جهود مستمرة للحد من حوادث الانهيارات الجليدية
تعمل السلطات السلوفينية حاليًا على تطوير أنظمة إنذار مبكر لمراقبة النشاط الجليدي في جبال الألب باستخدام أجهزة استشعار وأقمار صناعية متطورة، بهدف تقليل مخاطر الحوادث مستقبلاً.
كما تخطط لتشديد إجراءات السلامة وإلزام المتسلقين بالحصول على تصاريح قبل ممارسة التسلق في المناطق الخطرة.