ليتوانيا تؤكد التزامها بدعم أوكرانيا بـ1.8 مليار يورو: شراكة استراتيجية في وجه الحرب والتحديات الأوروبية

في خطوة تؤكد عمق العلاقات بين أوكرانيا وليتوانيا وسط الحرب المستمرة مع روسيا، أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو أن ليتوانيا قدمت دعماً شاملاً لبلادها بقيمة 1.8 مليار يورو منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، لتصبح واحدة من أكثر الدول الأوروبية سخاءً في مساندة كييف سياسيًا وعسكريًا وإنسانيًا.

ليتوانيا.. من دولة صغيرة إلى داعم كبير لأوكرانيا

قالت سفيريدينكو خلال لقائها نظيرتها الليتوانية إنجا روجينيني في العاصمة كييف إن الدعم الليتواني، الذي يعادل نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي لليتوانيا، يضعها ضمن أكبر ثلاث دول في العالم دعماً لأوكرانيا.

وأوضحت أن نصف هذه المساعدات، أي ما يقارب 900 مليون يورو، خُصص مباشرة لتقوية القدرات الدفاعية الأوكرانية، بما في ذلك تزويد القوات الأوكرانية بالمعدات العسكرية والتكنولوجيا الدفاعية الحديثة.

وأضافت رئيسة الوزراء الأوكرانية أن ليتوانيا لم تقتصر مساعداتها على المجال العسكري، بل امتدت إلى دعم برامج الإعمار والجهود الإنسانية ومبادرات التكامل الأوروبي الأطلسي، مؤكدة أن “ليتوانيا أثبتت أن التضامن ليس بالكلمات، بل بالأفعال الواضحة والالتزامات المستمرة تجاه مستقبل أوكرانيا وأمن أوروبا”.

دعم ليتواني ثابت في مسار التكامل الأوروبي

من جانبها، شددت إنجا روجينيني على أن أوكرانيا ستظل أولوية رئيسية في السياسة الخارجية لليتوانيا، وأن بلادها ستواصل الوقوف إلى جانب كييف حتى تحقيق “سلام عادل ودائم يضمن سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.

وأكدت أن ليتوانيا ترى في دعم أوكرانيا “واجبًا أخلاقيًا وسياسيًا”، لأن “أمن كييف هو أمن أوروبا بأكملها”.

وتأتي زيارة روجينيني إلى كييف  وهي أول زيارة رسمية لها منذ توليها منصبها  كرسالة قوية إلى موسكو والعالم بأن دول البلطيق، رغم صغر حجمها، ما زالت ثابتة في مواجهة التوسع الروسي، وتدرك تمامًا أن سقوط أوكرانيا يعني تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.

العلاقات الأوكرانية الليتوانية.. تاريخ من الشراكة والتنسيق

تعود العلاقات الوثيقة بين كييف وفيلنيوس إلى ما قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إذ تعد ليتوانيا من أوائل الدول التي دعمت انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، واحتضنت آلاف اللاجئين الأوكرانيين منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.

كما لعبت دورًا نشطًا في الاتحاد الأوروبي لدفع المزيد من العقوبات على موسكو وتكثيف الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت ليتوانيا نموذجًا لسياسة أوروبية صلبة في وجه الضغوط الروسية، من خلال تعزيز دفاعاتها الداخلية والمشاركة في مبادرات إقليمية مثل التحالف الدفاعي الثلاثي مع لاتفيا وإستونيا، ودعم مبادرات الإنتاج الدفاعي المشترك مع أوكرانيا.

أوكرانيا وليتوانيا.. تحالف لمستقبل أوروبا الآمنة

أكدت سفيريدينكو أن أوكرانيا تعتبر ليتوانيا “درعًا أوروبيًا صغيرًا لكنه قوي”، مشيرة إلى أن التعاون بين البلدين لم يعد محصورًا في الدعم المالي والعسكري، بل أصبح شراكة استراتيجية لبناء أوروبا آمنة ومستقرة.

وأشارت إلى أن الجانبين يعملان على مشاريع مشتركة لتطوير الصناعات الدفاعية، وتبادل الخبرات في مجال الأمن السيبراني والطاقة.

واختتمت سفيريدينكو تصريحاتها قائلة: “علاقاتنا مع ليتوانيا تمثل نموذجًا للتضامن الحقيقي في زمن الأزمات.

نحن نرى في ليتوانيا حليفًا لا يتخلى عنا، بل يشاركنا رؤية واحدة لمستقبل أوروبي موحد، خالٍ من العدوان والاحتلال”.