اخبار العالم

فيضانات نيبال المدمّرة تودي بحياة 42 شخصًا والحكومة تطلق تحذيرات عاجلة

تشهد نيبال واحدة من أعنف موجات الفيضانات والانهيارات الأرضية منذ سنوات، حيث أعلنت الهيئة الوطنية للحد من مخاطر الكوارث ارتفاع عدد القتلى إلى 42 شخصًا، فيما لا يزال خمسة أشخاص في عداد المفقودين.

الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدى الأيام الماضية تسببت في انهيارات أرضية واسعة وغمرت العديد من القرى والمناطق الواقعة على ضفاف الأنهار في العاصمة كاتماندو.

وقالت المتحدثة باسم الهيئة، شانتي ماهات، إن منسوب المياه في الأنهار ارتفع إلى مستويات خطيرة، ما أدى إلى غمر مناطق سكنية بالكامل، مضيفةً أن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات كبيرة في الوصول إلى بعض القرى بسبب إغلاق الطرق السريعة وتعطل الرحلات الجوية نتيجة الانهيارات الأرضية.

وتعمل السلطات النيبالية على نشر قوات الأمن ومروحيات الإنقاذ لإجلاء العالقين، فيما تم إنشاء مراكز مؤقتة لإيواء الأسر المتضررة وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة.

تغير المناخ يزيد من حدة فيضانات نيبال الموسمية

تعاني نيبال سنويًا من آثار الأمطار الموسمية التي تهطل بين شهري يونيو وسبتمبر، لكنها هذا العام كانت أكثر غزارة وتدميرًا. ويؤكد خبراء الأرصاد أن التغير المناخي أدى إلى اضطراب نمط تساقط الأمطار، مما جعل الفيضانات أكثر تواترًا وشدة في دول جنوب آسيا، بما فيها نيبال والهند وبنجلاديش.

وأشار مراقبون إلى أن الطبيعة الجبلية الوعرة للبلاد تزيد من خطر الانهيارات الأرضية، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى بنية تحتية قوية أو أنظمة إنذار مبكر، ما يجعل الكوارث الطبيعية أكثر فتكًا كل عام.

السلطات النيبالية تطلق نداءً دوليًا للإغاثة

في ظل تفاقم الأزمة، وجّهت الحكومة النيبالية نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات الطبية والغذائية، ودعم عمليات الإنقاذ الجوي في المناطق التي عُزلت تمامًا عن باقي البلاد.

وتشير التقديرات الأولية إلى خسائر مادية جسيمة لحقت بالبنية التحتية، مع تدمير عشرات المنازل وانقطاع الكهرباء عن مناطق واسعة.

وحذرت السلطات السكان من الاقتراب من الأنهار الجبلية التي لا تزال مهددة بفيضانات جديدة نتيجة استمرار تساقط الأمطار.

فيضانات نيبال تكشف الحاجة إلى خطط وطنية لمواجهة الكوارث

تسلط هذه الكارثة الضوء على ضعف أنظمة إدارة الكوارث في نيبال، ما يعزز الدعوات لوضع استراتيجيات وطنية شاملة تتضمن تطوير البنية التحتية، وتطبيق أنظمة إنذار مبكر، وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الفيضانات والانهيارات الأرضية.

ويرى الخبراء أن الاستثمار في الحلول البيئية المستدامة هو الطريق الأمثل لتقليل خسائر فيضانات نيبال المستقبلية، خصوصًا في ظل تفاقم ظواهر التغير المناخي العالمي التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى