
مدريد تطالب بإنهاء الحرب على غزة ورفع الحصار فورًا: دعوة إسبانية لإحلال السلام ووقف الانتهاكات الإنسانية
في موقف سياسي وإنساني متصاعد ضد الحرب على غزة، طالبت الحكومة الإسبانية، اليوم الأحد، إسرائيل بوقف فوري لعملياتها العسكرية في القطاع، محذّرة من أن استمرار القصف والحصار يشكلان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وجاءت الدعوة على لسان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي شدد على ضرورة إنهاء “الحصار غير الإنساني المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظروف كارثية”.
إسبانيا تدين استمرار الحرب على غزة وتدعو إلى رفع الحصار فورًا
قال ألباريس في تصريحات لقناة RTVE الإسبانية إن بلاده ترى أن استمرار الهجمات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة “غير مبرر ولا يمكن قبوله”، مؤكدًا أن على إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية فورًا وأن تلتزم بالقانون الدولي الذي يحظر استهداف المدنيين والبنى التحتية الأساسية.
وأضاف: “ما يحدث في غزة ليس دفاعًا عن النفس بل عقاب جماعي لشعب بأكمله”.
كما شدد الوزير الإسباني على أن بلاده تعتبر الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 17 عامًا جريمة إنسانية تسببت في “مجاعة قسرية ونقص حاد في الدواء والمياه والطاقة”، لافتًا إلى أن الوضع الصحي والغذائي وصل إلى مرحلة الانهيار التام.
مدريد تدعو لإفراج فوري عن الرهائن وتؤكد دعمها لحل الدولتين
رغم انتقادها الحاد لإسرائيل، أكدت إسبانيا في الوقت ذاته ضرورة أن تقوم حركة حماس بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين لديها، معتبرة أن “المدنيين لا يجب أن يكونوا أدوات في أي صراع سياسي أو عسكري”.
وأشار ألباريس إلى أن الهدف النهائي لإسبانيا والمجتمع الدولي هو تحقيق سلام دائم وعادل يسمح بإقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وازدهار، مضيفًا: “لقد آن الأوان لتحقيق سلام حقيقي في الشرق الأوسط بعد عقود من الدم والمعاناة”.
مظاهرات ضخمة في مدريد ومدن إسبانية تضامنًا مع غزة
وفي موازاة الموقف الرسمي، شهدت عدة مدن إسبانية، أبرزها مدريد وبرشلونة وفالنسيا، تظاهرات حاشدة تضامنًا مع الشعب الفلسطيني. ووفقًا لقناة RTVE، شارك أكثر من 92 ألف متظاهر في العاصمة مدريد، مطالبين بوقف ما وصفوه بـ “الإبادة الجماعية ضد سكان غزة”، ودعوا الحكومة الإسبانية إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب ووقف تجارة السلاح مع إسرائيل.
ورفع المحتجون لافتات كتب عليها شعارات مثل: “قلبي مع غزة”، “أوقفوا الإبادة”، “كلنا فلسطين”، و“العالم يصمت وفلسطين تنزف”، بينما هتف آخرون: “ليست سياسة.. إنها إنسانية”.
كما انتشرت في المسيرة شعارات قوية مناهضة للاحتلال مثل “غزة اصمدي.. مدريد تنهض معك”.
تصاعد الغضب الأوروبي من الحرب الإسرائيلية على غزة
يأتي الموقف الإسباني وسط تزايد موجة الرفض الشعبي والرسمي في أوروبا تجاه استمرار الحرب على غزة، حيث بدأت بعض الدول الأوروبية، مثل إيرلندا والنرويج وسلوفينيا، باتخاذ مواقف مشابهة تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة.
ويرى مراقبون أن موقف مدريد يعكس تحوّلًا تدريجيًا في الموقف الأوروبي، الذي بدأ ينتقل من الدعم الحذر لإسرائيل إلى انتقاد سياساتها العسكرية ضد الفلسطينيين، في ظل تقارير الأمم المتحدة التي تؤكد أن أكثر من 66 ألف شخص قُتلوا منذ اندلاع الحرب، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي ختام كلمته، شدد وزير الخارجية الإسباني على أن صوت الإنسانية يجب أن يعلو فوق صوت السلاح، مؤكدًا أن إسبانيا ستواصل تحركاتها الدبلوماسية في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدفع المجتمع الدولي نحو وقف فوري وشامل للحرب في غزة وإنقاذ الأرواح البريئة.