عملية عسكرية في بلوشستان: الجيش الباكستاني يعلن مقتل 7 مسلحين في مواجهة مسلحة

في تصعيد جديد للعمليات الأمنية ضد الجماعات المتشددة، أعلن الجيش الباكستاني اليوم الجمعة مقتل سبعة مسلحين خلال عملية نوعية نفذتها قواته في إقليم بلوشستان جنوب غربي البلاد، وهو الإقليم الذي يشهد منذ سنوات اضطرابات أمنية متكررة بسبب نشاط جماعات انفصالية ومتشددين على صلة بحركة طالبان.

تفاصيل العملية الأمنية في بلوشستان

وفقًا لبيان رسمي صادر عن الجيش الباكستاني، فإن قوات الأمن شنت العملية بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة عن وجود مجموعة مسلحة في منطقة “شيراني” ببلوشستان.

وخلال الاشتباك المباشر، تمكنت القوات من تصفية سبعة مسلحين وضبط كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات التي كانت بحوزتهم.

وأشار البيان إلى أن المجموعة المسلحة التي تمت ملاحقتها متورطة في هجمات سابقة استهدفت قوات الأمن والبنية التحتية في المنطقة، مضيفًا أن القوات نفذت عمليات تمشيط واسعة بعد انتهاء الاشتباك للتأكد من خلو المنطقة من أي عناصر إرهابية أخرى.

إشادة القيادة السياسية بالجيش الباكستاني

الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس الوزراء شهباز شريف سارعوا إلى الإشادة بالعملية الناجحة، مؤكدين دعمهم الكامل للجيش والأجهزة الأمنية في معركتهم ضد الإرهاب.

وشدد القادة على أن القضاء على التنظيمات المسلحة يمثل أولوية وطنية، وأن باكستان لن تسمح بعودة البلاد إلى مرحلة الفوضى التي عانت منها في العقدين الماضيين.

الإرهاب في باكستان: جذور الأزمة وأبعادها

إقليم بلوشستان يُعد أحد أكثر الأقاليم توترًا في باكستان، ليس فقط بسبب وجود جماعات متشددة مرتبطة بطالبان باكستان، وإنما أيضًا لاحتوائه على حركات انفصالية تسعى لإقامة دولة مستقلة.

وتضاعف خطورة الإقليم كونه غنيًا بالموارد الطبيعية ويضم ميناء جوادر، الذي يُعد ركيزة أساسية في مشروع “الممر الاقتصادي الصيني  الباكستاني”، ما يجعله هدفًا متكررًا للهجمات المسلحة.

وبحسب تقارير أمنية، فقد شهدت باكستان خلال الأعوام الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الهجمات التي استهدفت قوات الجيش والشرطة، خاصة في المناطق الحدودية مع أفغانستان مثل خيبر بختونخوا وبلوشستان.

ويربط محللون تصاعد هذه الهجمات بالوضع الأمني غير المستقر في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2021، مما سمح بزيادة نشاط الجماعات المتشددة عبر الحدود.

الأبعاد الإقليمية والدولية للعمليات الأمنية

لا تقتصر أهمية هذه العملية على بعدها الداخلي فقط، بل تحمل أيضًا أبعادًا إقليمية ودولية، حيث تسعى باكستان لإظهار التزامها بمحاربة الإرهاب ضمن التحالفات الدولية، ولطمأنة شركائها الاقتصاديين وعلى رأسهم الصين.

فنجاح الجيش الباكستاني في تطهير بلوشستان من الجماعات المسلحة يُعد شرطًا أساسيًا لإنجاح مشروعات البنية التحتية الضخمة المرتبطة بمبادرة “الحزام والطريق”.