اخبار الامارات

منى الحمادي.. قصة إصرار حولت الإعاقة البصرية إلى إنجاز أكاديمي

رحلة ملهمة سطرتها الدكتورة منى الحمادي، أستاذة التاريخ في جامعة زايد، التي استطاعت أن تتحدى الإعاقة البصرية منذ طفولتها وتحقق مسيرة أكاديمية دولية بين الإمارات ومصر وأستراليا، انتهت بدرجة الدكتوراه ورسالة علمية تجاوزت 900 ألف كلمة باللغة الإنجليزية.

الإعاقة البصرية بداية الطريق

ولدت منى الحمادي في أسرة تعاني من تاريخ وراثي مع الإعاقة البصرية، لكنها كانت أكثر حظاً من أشقائها، إذ احتفظت ببقايا بصرية ساعدتها على التعلم.

التحقت بمركز دبي لذوي الإعاقة البصرية، حيث تعلمت مواجهة التحديات وإيجاد الحلول، لتبدأ مسيرتها الدراسية بطرق بديلة بين «برايل» والقراءة المباشرة.

التحديات الأكاديمية خارج الحدود

مع دخولها الجامعة، اصطدمت الحمادي بالتحفظات حول التخصصات المتاحة لذوي الإعاقة البصرية، لكنها اختارت دراسة التاريخ الإماراتي، ونجحت في نشر كتاب عن الإدارة البريطانية قبل الاتحاد حصل على جائزة العويس عام 2010.

لاحقاً، أكملت دراستها العليا في مصر ثم أستراليا، حيث واجهت صعوبات كبرى في تعلم اللغة الإنجليزية والتنقل المستقل، لكنها استطاعت تجاوزها بدعم من مؤسسات المجتمع وسفارة الإمارات في كانبرا.

التدريس والعمل الأكاديمي

بعد عودتها، استفادت من التطورات التي شهدتها الإمارات في تمكين أصحاب الهمم، وحصلت على فرصة التدريس في جامعة زايد، لتصبح قدوة للطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية على حد سواء.

وأكدت أن قبول الإعاقة كان أكبر تحدٍ نفسي واجهته، إذ ترى أن التقبل الذاتي هو الشرط الأول ليحظى أصحاب الهمم بتقدير الآخرين.

الأمومة والإصرار على الاستقلال

إلى جانب مسيرتها الأكاديمية، تخوض الحمادي تجربة الأمومة مع طفلين، وتحرص على تنمية الاعتماد على الذات لديهما.

ورغم تعرضها لوعكات صحية شملت فقدان جزئي للسمع بعد ولادة طفلها الثاني، فإنها واصلت مسيرتها بقوة وإرادة.

رسالة أمل لأصحاب الهمم

تؤمن الدكتورة منى الحمادي أن التفكير خارج الصندوق والقدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة هما مفتاح النجاح، معتبرة أن الإصرار والعزيمة يحولان التحديات إلى فرص، وأن الإعاقة ليست حاجزاً بل دافعاً لتحقيق الأحلام.

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى