
تراجع مناعة الأطفال.. خبراء يدقون ناقوس الخطر
باتت مناعة الأطفال في السنوات الأخيرة قضية مثيرة للقلق، بعدما لاحظ الأطباء تزايد معدلات الإصابة بالأمراض والحساسيات بين الصغار.
ويُرجع الخبراء ذلك إلى تغيّرات نمط الحياة الحديثة، والإفراط في التعقيم، وسوء التغذية، إضافة إلى قلة النشاط البدني والابتعاد عن الطبيعة.
أسباب ضعف مناعة الأطفال
أوضح الأطباء أن الحياة الحضرية الحالية حدّت من تفاعل الأطفال مع البيئة الطبيعية، وزادت من بقائهم داخل المنازل والمدارس، ما قلّل تعرضهم للميكروبات المفيدة التي تدرّب جهاز المناعة.
كما أن الاعتماد المفرط على المضادات الحيوية والمعقمات أضعف التوازن الميكروبي في الأمعاء والجلد، بينما غذاء الأطفال أصبح فقيراً بالألياف والخضراوات والفواكه الأساسية لبناء المناعة.
دور اللعب والغذاء في تعزيز مناعة الأطفال
شدد المختصون على أن اللعب في الرمل والهواء الطلق يساعد في تقوية مناعة الأطفال وفق ما يسمى بـ«فرضية النظافة»، حيث إن التعرض المعتدل للميكروبات يعزز الجهاز المناعي ويقلل فرص الإصابة بالحساسية والربو.
كما أن النظام الغذائي المتوازن الغني بالفواكه، الخضراوات، البروتينات الصحية، والمكسرات، يظل الأساس في بناء مناعة طبيعية قوية، مقابل مخاطر الاعتماد على الوجبات السريعة والمكملات دون استشارة طبية.
الحماية المفرطة تهدد مناعة الأطفال نفسياً واجتماعياً
أكد خبراء علم النفس أن الإفراط في حماية الطفل ومنعه من الاستكشاف واللعب الحر قد يضعف ثقته بنفسه، ويؤدي إلى قلق زائد وصعوبة في الاندماج اجتماعياً.
واعتبروا أن المناعة ليست جسدية فقط، بل تشمل أيضاً «المناعة الاجتماعية» التي يكتسبها الطفل من الاحتكاك بالآخرين وخوض التجارب الطبيعية.
نصائح الخبراء لدعم مناعة الأطفال
أوصى الأطباء بعدة خطوات عملية، أبرزها: الالتزام بالرضاعة الطبيعية، التطعيم في مواعيده، النوم الكافي، ممارسة النشاط البدني، التعرض للشمس، تقليل التعقيم غير الضروري، وتشجيع اللعب في الطبيعة ضمن بيئة آمنة.
كما نصحوا الأهل بضرورة مراجعة الطبيب عند تكرار الالتهابات أو ظهور علامات نقص المناعة.