اخبار الامارات

كنوز تحكي التاريخ.. متاحف دبي تنقل الزوار في رحلة عبر الزمن وتعزز الهوية الثقافية

تحولت متاحف دبي إلى محطات رئيسية لنقل المعرفة والحفاظ على الذاكرة التاريخية لدولة الإمارات، إذ أصبحت هذه الصروح الثقافية مراكز للتعلم تعزز الفهم المجتمعي وتدعم الإبداع والابتكار، عبر ما تحويه من مقتنيات تراثية وتقنيات حديثة.

ومع حلول اليوم العالمي للمتاحف في 18 مايو، تستعد دبي لاستضافة الدورة السابعة والعشرين من المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف “آيكوم 2025″، والذي يُعقد للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا خلال نوفمبر المقبل، تحت شعار “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغيير”.

أنشطة تفاعلية تحتفي بالماضي وتخاطب الحاضر

احتفالاً بهذه المناسبة العالمية، تنظم هيئة الثقافة والفنون في دبي سلسلة من الفعاليات وورش العمل في مختلف متاحفها ومواقعها التراثية، بهدف تسليط الضوء على الدور المتنامي للمتاحف في نشر المعرفة ودعم الابتكار من خلال استخدام أدوات رقمية حديثة وأساليب عرض متطورة.

متحف الاتحاد.. ذاكرة الوطن

من بين أبرز تلك المتاحف، يبرز متحف الاتحاد كمنصة تعليمية تسرد تفاصيل تأسيس دولة الإمارات، حيث يعرض عبر أرشيفه الغني من الوثائق والصور والمخطوطات، المراحل المفصلية من رحلة الاتحاد منذ عام 1968 وحتى إعلان قيام الدولة في 1971، مع استعراض ما تلا ذلك من تطورات حتى منتصف السبعينات.

وفي إطار تعزيز البحوث الثقافية والتاريخية، أطلقت “دبي للثقافة”منحة بحثية موجهة للمجتمع الأكاديمي والإبداعي، لتشجيع دراسات متخصصة تتناول الهوية الوطنية والتاريخ الإماراتي، دعماً لتحويل متحف الاتحاد إلى مركز معرفي يواكب التغيرات ويؤصل للثقافة المحلية.

ساروق الحديد.. أسرار حضارة عريقة

 

أما متحف ساروق الحديد، التابع لمتحف الشندغة، فيعد نافذة على حضارات قديمة عاشت في المنطقة، إذ يعرض قطعاً أثرية فريدة، منها أدوات حجرية وأسلحة ومجوهرات، ونماذج نادرة مثل تاج ذهبي أثري وأدوات صوانية تعود إلى العصر الحجري، مما يمنح الزوار لمحة نادرة عن التاريخ العميق للمنطقة.

متحف الشندغة.. رحلة عبر الزمن

يُعتبر متحف الشندغة أكبر متحف تراثي في الإمارات، ويمتد على مساحة واسعة تتضمن أكثر من 80 بيتاً تراثياً موزعة على 22 جناحاً، توفر تجارب معرفية غنية تستعرض مظاهر الحياة في دبي منذ القرن التاسع عشر حتى السبعينات.

ويتضمن المتحف «دار آل مكتوم» التي شيدت عام 1896، والتي تسلط الضوء على تاريخ العائلة الحاكمة في الإمارة من خلال وثائق رسمية ومراسلات ومراسيم نادرة، إلى جانب مقتنيات خاصة بشيوخ آل مكتوم، ما يجعل من المتحف مرجعاً تاريخياً مميزاً.

وتُستخدم في هذا المتحف تقنيات تفاعلية حديثة، تجعل من زيارة المكان تجربة تعليمية حية تعزز من ارتباط الزوار بتراثهم الوطني وتربط الأجيال الجديدة بتاريخ أجدادهم.

متحف المسكوكات.. رحلة في تاريخ العملات

في قلب حي الفهيدي التاريخي، يقع متحف المسكوكات، الذي يفتح أبوابه للزوار للتعرف على تطور العملات في المنطقة. ويعرض هذا المتحف مسكوكات نادرة من فترات تاريخية متعددة، مدعومة بتقنيات عرض تبرز قيمتها التاريخية والثقافية.

متحف الشاعر العقيلي.. نبض القصيدة

يسرد متحف الشاعر العقيلي سيرة الشاعر مبارك بن حمد العقيلي، أحد رموز الشعر الإماراتي، مستعرضاً أعماله النبطية والفصحى، ومخطوطاته ومراسلاته، إضافة إلى مقتنياته الشخصية التي تعود للقرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ليقدم المتحف رؤية فريدة عن الحياة الثقافية والاجتماعية في تلك الحقبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى