اخبار الامارات

سجائر بنصف الثمن تغزو السوق.. خطر صامت يهدد شباب الإمارات

تشهد أسواق الدولة تزايداً مقلقاً في تداول أنواع من التبغ مجهولة المصدر، تُعرض بأسعار زهيدة تصل إلى نصف الثمن، ما يُشكل تهديداً مزدوجاً للصحة العامة والاقتصاد الوطني.

وتنتشر هذه المنتجات عبر قنوات غير نظامية، أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعرض مروّجون مجهولون سجائر إلكترونية وتقليدية بأسعار مغرية، مع خدمات توصيل مجانية حتى باب المنزل.

ورغم غياب الطوابع الرقمية المعتمدة، إلا أن هذه السجائر تغزو السوق، وسط إقبال متزايد من فئة المراهقين والشباب، وهو ما أكدته تقارير وإحصاءات محلية وعالمية، أبرزها تقرير “أطلس التبغ العالمي” الذي كشف أن أكثر من 988 ألف شخص فوق 15 عاماً في الإمارات مدخنون، منهم أكثر من 57 ألف امرأة.

وهم العصريّة يروّج للتبغ بين المراهقين

ترى الدكتورة سدرة راشد المنصوري، عضو لجنة الشؤون الصحية بالمجلس الوطني الاتحادي، أن المفهوم الخاطئ لربط التدخين بمظهر “العصرية” يسهم في انخراط الفئات الشابة في هذه العادة الضارة، مشددة على أهمية تصميم حملات توعية موجهة وفق اهتمامات الشباب، كعرض تأثيرات التدخين على المظهر والجمال، ودمج هذه الرسائل في الكتب المدرسية والمنصات الرقمية.

النيكوتين والإدمان السريع.. تحذير طبي متكرر

من جانبه، حذر استشاري أمراض الرئة الدكتور عماد النمنم من التأثيرات الصحية المجهولة للسجائر الإلكترونية، مبيناً أن سهولة استخدامها تسهم في رفع معدلات الإدمان، خاصة بين الفئات الصغيرة.

وأشار إلى أن بعض السوائل المستخدمة تحتوي على جرعات نيكوتين مرتفعة، مما يجعلها أكثر إدماناً من السجائر التقليدية.

أما الدكتور حسان جعفر، استشاري طب الأورام، فقد أكد أن التدخين المبكر يؤدي إلى مشكلات صحية جسيمة، من بينها ضعف نمو الرئة، وأمراض القلب، والسرطانات المختلفة، منبهاً إلى أن النيكوتين في جميع أشكاله يظل العامل الأخطر في تكرار هذه المآسي الصحية.

السجائر المجهولة.. قنبلة قانونية وصحية موقوتة

المحامية هدية حماد نبهت إلى أن القانون الاتحادي يفرض غرامات صارمة على مروّجي التبغ غير المرخّص تصل إلى مليون درهم، بالإضافة إلى السجن.

أما المحامي سالم عبيد النقبي، فأوضح أن المشترين أنفسهم قد يُدرجون قانونياً كشركاء في الجريمة حال ثبوت علمهم بمصدر البضاعة.

“المخبر الضريبي” في مواجهة السجائر المجهولة

لفت المحامي سالم الحيقي إلى أهمية الإبلاغ عن المخالفات عبر منصة “رقيب”، مؤكداً أن تداول هذا النوع من التبغ خارج الإطار الرسمي لا يخضع للفحص ولا يلتزم بالمعايير الصحية، ما يشكل تهديداً حقيقياً على صحة المجتمع.

خسائر صحية واقتصادية ضخمة

وبحسب “أطلس التبغ العالمي”، يفقد أكثر من 1600 شخص حياتهم سنوياً بسبب التدخين في الإمارات، بما يعادل 8.5% من إجمالي الوفيات، كما تبلغ الكلفة الاقتصادية السنوية للتبغ أكثر من 10 مليارات درهم، تشمل مصاريف الرعاية الصحية وتكاليف الإنتاجية المهدورة بسبب الوفاة المبكرة.

في الوقت الذي تسير فيه الدولة بخطى واضحة نحو حماية الصحة العامة، يُعد انتشار السجائر مجهولة المصدر بين الشباب والمراهقين تحدياً خطيراً يتطلب تضافر جهود قانونية وطبية وتوعوية، لمواجهة هذا الخطر الذي يتسلل إلى البيوت عبر وسائل غير تقليدية، ويستهدف مستقبل المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى