كاميرات المراقبة المقلدة تهدد خصوصية المنازل في الإمارات

مع الانتشار المتزايد لاستخدام أجهزة المراقبة المنزلية لمتابعة الأطفال وحماية المنازل، يتسلل خطر جديد يهدد الأسر دون أن تشعر: كاميرات المراقبة المقلدة وغير المؤمنة، والتي قد تتحول إلى أداة يتسلل منها المحتالون إلى خصوصيات البيوت.

خطر يتجاوز الجدران

حذّر مجلس الأمن السيبراني في الإمارات من محاولات احتيالية تستهدف كاميرات مراقبة الأطفال على وجه الخصوص، مؤكداً أن ضعف تأمين هذه الأجهزة أو الاكتفاء بالإعدادات الافتراضية يجعلها باباً سهلاً للاختراق.

وقد سجلت تقارير أمنية أن بعض المخترقين باتوا يتبادلون عناوين هذه الكاميرات علناً، ما يزيد من احتمالية استخدامها في الابتزاز أو تسريب مقاطع مصورة من داخل المنازل.

كلمات المرور.. خط الدفاع الأول

يشير خبير الأمن السيبراني عبدالنور سامي إلى أن كثيراً من الأسر ترتكب أخطاء شائعة، أبرزها الإبقاء على كلمة المرور الافتراضية أو استخدام كلمات ضعيفة يسهل تخمينها مثل أرقام الهواتف أو أسماء عامة.

ويوضح أن مجرد استخدام كلمة مرور قوية وتحديث النظام باستمرار يقلل بدرجة كبيرة من احتمالية الاختراق.

أجهزة مقلدة بلا حماية

الأجهزة الرديئة وغير المعتمدة تمثل التهديد الأخطر، إذ تفتقر غالباً للتحديثات الأمنية، ما يجعلها عرضة للاستغلال من قبل المخترقين.

ويرى سامي أن الاستثمار في كاميرات أصلية تحمل شهادات اعتماد دولية أكثر أماناً للأسر، حتى وإن كانت تكلفتها أعلى.

كما حذر من أساليب احتيالية يلجأ إليها بعض المحتالين، مثل الادعاء بأنهم موظفون رسميون لإصلاح الكاميرا، بينما هدفهم الحقيقي السيطرة على الجهاز واستخدامه لاحقاً في الابتزاز.

ثغرات في أنظمة التحكم الذكي

دراسات حديثة في أمن المعلومات كشفت أن ما يقارب 70% من أجهزة إنترنت الأشياء داخل المنازل الذكية مهددة بالاختراق، في ظل غياب التشفير أو آليات التوثيق بين الكاميرات والهواتف المتصلة بها.

هذه الثغرات قد تمكّن المهاجمين من معرفة الموقع الجغرافي للمنازل والوصول إلى أنظمة أخرى مثل الأقفال والإنذارات.

مقترحات للحماية

طالب خبراء الأمن السيبراني بضرورة وضع تصنيف رسمي لمستوى أمان كاميرات المراقبة في الدولة، شبيه بتصنيف استهلاك الطاقة للأجهزة الكهربائية، بحيث يتمكن المستهلك من معرفة مدى أمان المنتج قبل شرائه.

كما دعوا إلى منع دخول الكاميرات المقلدة للأسواق المحلية، تجنباً لتحويل المنازل الذكية إلى أهداف سهلة للاختراق.