طبيبات الإمارات.. قصص نجاح تصنع مستقبل الطب وتكتب فصول التميّز الصحي

ليست إنجازات ابنة الإمارات في القطاع الصحي مجرد محطات عابرة، بل هي مسيرة متواصلة من العطاء والابتكار جعلت منها نموذجاً مضيئاً في ميادين الطب محلياً وعالمياً.

فمن غرف العمليات الدقيقة إلى مختبرات الأبحاث المتقدمة، تؤكد الطبيبات الإماراتيات أنهن ركيزة أساسية في نهضة المنظومة الصحية الوطنية.

الدكتورة نادية عبيد المطروشي، التي قادت أول برنامج لزراعة القلب في الدولة من خلال عملها في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، تجسد واحدة من أبرز هذه النجاحات.

فهي أول طبيبة إماراتية متخصصة في قصور القلب المتقدم وزراعة القلب، وقد مثّلت الدولة في مؤتمرات علمية دولية مرموقة، ناقلة خبرات إماراتية إلى العالم.

أما في طب العيون، فقد فتحت الدكتورة هدى سيف الظاهري، رئيسة قسم العيون في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، آفاقاً جديدة بإدخال أحدث التقنيات في جراحة العيون واستقطاب خبرات إقليمية لدعم هذا التخصص الحيوي. شغفها بهذا المجال انعكس على مئات المرضى الذين تغيّرت حياتهم بفضل ما تقدمه من رعاية متطورة.

وفي مجال الأبحاث الطبية الدقيقة، تعمل الدكتورة بدور القف في مشاريع وطنية ترتكز على المعلوماتية الحيوية والطب الدقيق. وبفضل مساهمتها في “برنامج الجينوم الإماراتي” الذي يضم بيانات أكثر من نصف مليون مشارك، فتحت الباب أمام اكتشافات مهمة تتعلق بالأمراض الوراثية وطرق الوقاية من فقدان البصر.

الدور القيادي للطبيبة الإماراتية برز كذلك في إدارة المرافق الطبية، حيث تؤكد الدكتورة مريم المريخي، بصفتها مديرة العمليات التشغيلية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، أن الإدارة الصحية لا تقل أهمية عن الممارسة الطبية، فهي تتطلب رؤية استراتيجية وتخطيطاً مستقبلياً لتوسيع نطاق الخدمات وتحقيق أعلى معايير الجودة.

وفي ميدان التخصصات الدقيقة، تظهر بصمات الطبيبات الإماراتيات جلية في مجالات الروماتيزم وطب الأسرة والأورام. الدكتورة مريم غريب المنصوري والدكتورة إيمان العامري تمثلان هذا التوجه، حيث يبرزن في مجالات طبية بالغة الأهمية، ويؤكدن حضور المرأة في الصفوف الأمامية، لا سيما خلال مواجهة جائحة “كوفيد-19″، حين أثبتت الكوادر النسائية أنها خط دفاع أول.

ولا يتوقف التميّز عند الطب والجراحة، بل يمتد ليشمل التغذية والتمريض. فالدكتورة ميثاء البلوشي تسهم في بناء وعي صحي مجتمعي من خلال خطط غذائية دقيقة لكل مريض، بينما تؤكد الممرضة شما الحوسني أن التمريض رسالة إنسانية قبل أن يكون مهنة، إذ تضع الطمأنينة والدعم النفسي للمريض على قدم المساواة مع العلاج الطبي.

ومع كل هذه الإنجازات، تجتمع شهادات الطبيبات على أن دعم القيادة الإماراتية وثقتها بقدرات المرأة شكّل أساس هذه النجاحات، لتصبح الطبيبة الإماراتية اليوم أيقونة في خدمة وطنها ورمزاً للتفوق في صناعة مستقبل صحي واعد.