حتا تضيء دبي بالكهرباء النظيفة.. محطة كهرومائية تاريخية تدخل مرحلة التشغيل التجريبي

في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في مسيرة دبي نحو مستقبل الطاقة النظيفة، بدأت المحطة الكهرومائية في حتا، المعتمدة على تقنية الطاقة المائية المخزنة، تصدير الكهرباء إلى مدينة دبي ضمن مرحلة التشغيل التجريبي.

المحطة التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة سجلت خلال الفترة الماضية إنتاجاً تجاوز 17 ألفاً و900 ميجاوات ساعة، ما يعكس نجاح التجارب التشغيلية وقدرتها على تلبية الطلب الفعلي.

المحطة الجديدة صُممت بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 ميجاوات، مع سعة تخزينية هائلة تبلغ 1500 ميجاوات ساعة، وبعمر افتراضي يمتد إلى 80 عاماً.

وبالنظر إلى أن احتياجات منطقة حتا من الكهرباء لا تتجاوز 39 ميجاوات، فإن الفائض من الطاقة سيوجه إلى شبكة دبي لتعزيز استقرار الإمدادات.

العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، أكد أن المشروع يجسد رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتحقيق تنمية شاملة ومستدامة، مشيراً إلى أنه يشكل ركيزة أساسية في استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني، التي تستهدف توفير 100% من احتياجات الإمارة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول منتصف القرن.

ولم تقتصر الجولة الميدانية على متابعة الأداء التشغيلي للمحطة، بل شملت أيضاً زيارة مبنى التوليد الذي شُيّد بعمق 60 متراً تحت الأرض، حيث عاين الطاير آلية عمل الصمامين الرئيسيين البالغ وزن كل منهما 110 أطنان، إلى جانب تفقد مركز التحكم والمراقبة، ومشاهدة تجربة عملية لضخ المياه وتوليد الكهرباء.

كما زار السد العلوي الذي بُني ضمن المشروع، والذي تبلغ مساحة مسطحه المائي 210 آلاف متر مربع، وتصل سعته الاستيعابية إلى أكثر من 5.3 ملايين متر مكعب من المياه.

ويتألف السد من جدارين من الخرسانة المضغوطة، أحدهما رئيسي بارتفاع 72 متراً وطول 225 متراً، وآخر جانبي بارتفاع 37 متراً، ما يجعله أحد أبرز المنشآت الهندسية في المشروع.

المشروع الذي تصل قيمة استثماراته إلى 1.42 مليار درهم، يعكس توجه هيئة كهرباء ومياه دبي نحو تنويع مصادر إنتاج وتخزين الطاقة، من خلال حلول متعددة تشمل الألواح الكهروضوئية، الطاقة الشمسية المركزة، وتخزين الكهرباء بالبطاريات، بجانب الاستفادة من الموارد المائية.

وتعتمد فكرة التشغيل على ضخ المياه من سد حتا إلى السد العلوي باستخدام توربينات متطورة تعمل بالطاقة النظيفة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية. وعند الحاجة، يتم إعادة تدفق المياه عبر نفق تحت الأرض بطول 1.2 كيلومتر لتوليد الكهرباء بكفاءة تصل إلى 78.9%، مع استجابة شبه فورية لا تتجاوز 90 ثانية لتلبية الطلب.

بهذا الإنجاز، تقترب دبي خطوة إضافية من هدفها الطموح في أن تصبح نموذجاً عالمياً في الاعتماد الكامل على الطاقة المتجددة، فيما يظل مشروع حتا شاهداً على ريادة الإمارة في ابتكار حلول مستدامة للأجيال المقبلة.