اخبار الامارات

ذكاء صناعي على مقاس الطفولة: قصص وألعاب تُمهّد لطفل الروضة طريق المستقبل

في خطوة طموحة تواكب التحولات الرقمية المتسارعة، يبدأ تطبيق منهج الذكاء الاصطناعي في مرحلة رياض الأطفال اعتباراً من العام الدراسي المقبل، وفق مقاربة تعليمية تفاعلية تستجيب لاحتياجات الأطفال النفسية والمعرفية، وتُراعي خصائص نموهم العقلي والحسي.

وأكد خبراء تربويون أن تعليم الذكاء الاصطناعي في هذه المرحلة المبكرة لا يعني تلقين المفاهيم التقنية المعقدة، بل بناء منظومة ذهنية لدى الطفل من خلال أنشطة لعب وقصص تفاعلية، تُنمّي مهارات التفكير، وتُهيّئه لفهم العالم الرقمي لاحقاً.

ورأت الخبيرة التربوية آمنة المازمي أن المفاهيم التقنية تُصبح ذات معنى للطفل حين تتحول إلى مهارات ملموسة، كالتصنيف، والتسلسل، والتنبؤ، مشددة على ضرورة استخدام الألعاب الحركية، والتفاعلات الجماعية لتشكيل هذه المهارات بطريقة طبيعية ومحببة.

كما دعت إلى تجهيز بيئة صفية تفاعلية تضم أركاناً للروبوتات والبرمجة البصرية والألعاب الذكية، إلى جانب تدريب المعلمات على استراتيجيات التيسير بدلاً من التلقين.

من جانبها، شددت مستشارة القيادة التربوية، الدكتورة مروة عمارة، على أهمية تقديم مفاهيم الذكاء الاصطناعي ضمن سياقات قصصية وشخصيات رمزية، قائلة إن الطفل يتفاعل مع الحكايات أكثر من الشروحات، ويمكن من خلال شخصية روبوتية أن يفهم الطفل مفاهيم التعلم الذاتي، والخطأ والصواب، وهي جوهر الذكاء الاصطناعي.

وأوضحت أن تكرار المشاهد داخل القصة، وإتاحة الفرصة للطفل لقيادة التفاعل، يعززان التفكير المنطقي لديه، ويغرسان في وعيه فهماً طبيعياً للتقنية، كما دعت إلى دمج مفاهيم أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ضمن مواقف درامية بسيطة.

أما أوروج خان، معلمة رياض أطفال، فوصفت المنهج الجديد بأنه “فرصة ذهبية” لإعادة تشكيل العملية التعليمية بما يواكب احتياجات الجيل الرقمي، لكنها شددت على ضرورة تدريب المعلمين على ربط أنشطة اللعب بالمفاهيم الذكية بطرق مبسطة.

وفي السياق ذاته، قالت وفاء الباشا، مديرة روضة في دبي، إن الأطفال يتفاعلون مع التكنولوجيا في منازلهم، ومع المنهج الجديد يمكن توجيه هذا التفاعل لصالح التعلم، داعية إلى استخدام أدوات بصرية وتطبيقات تفاعلية تُعزز الفهم والمرح في آنٍ معاً.

وأشارت المعلمة بسمة عبدالفتاح إلى أن الأطفال في سن الروضة بحاجة إلى مساحات من اللعب الحرّ والتجريب، موضحة أن “المرونة” يجب أن تكون عنواناً رئيساً للمنهج، مع توفير بيئات صفية ذكية، كأركان البرمجة الملموسة والروبوتات البسيطة.

واختتم التربويون توصياتهم بخمس نقاط رئيسة وتتلخص في الآتي

تبسيط المفاهيم التقنية وتحويلها إلى مهارات ذهنية قابلة للملاحظة

استخدام القصص والمواقف الحياتية

تأهيل المعلمات بتدريب متخصص

تجهيز الصفوف بأركان تفاعليةوإشراك الأسرة عبر أنشطة منزلية ممتعة وآمنة

تُرسخ المفاهيم بشكل تدريجي وطبيعي.

هكذا يُعاد رسم ملامح التعليم في الإمارات، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في مرحلة الطفولة، عبر قصص تُروى، وألعاب تُلعب، وعقول تنمو بذكاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى