
دبي تعزز مرونة المواقف العامة: 80 ألف موقف تحت نظام جديد يقلل الازدحام
لم تعد المواقف العامة في دبي مجرد مساحات انتظار للسيارات، بل أصبحت أداة لإدارة الحركة المرورية بفضل نظام «التعرفة المرنة» الذي يغطي اليوم ما يقارب 40% من المواقف بإجمالي 79.7 ألف موقف بنهاية النصف الأول من 2025.
ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة «باركن»، المهندس محمد عبدالله آل علي، أن الهدف الرئيس من هذا النظام هو تسهيل انسيابية المرور في المناطق المزدحمة، عبر اعتماد تسعيرة متغيرة في أوقات الذروة فقط، مما يتيح معدل دوران أسرع للسيارات ويمنع احتكار المواقف لساعات طويلة من قبل مركبة واحدة.
هذا التوجه انعكس بوضوح على سلوك الجمهور. فبينما انخفض معدل إشغال المواقف في بعض المناطق بنسبة طفيفة وهي 22.7% مقارنة بـ25.7% العام الماضي، شهدت التصاريح الموسمية نمواً غير مسبوق وصل إلى 140%، حيث اتجه كثير من المستخدمين من شراء التذاكر اليومية إلى الاشتراك بخيارات أطول وأكثر توفيراً، مثل البطاقات الشهرية ونصف السنوية وحتى السنوية.
الأرقام تكشف تحولات مثيرة، إذ ارتفعت التصاريح الشهرية قصيرة الأجل بنسبة 171%، بينما قفزت بطاقات الشهر الواحد الخاصة بالمنطقتين B وD بنسبة 282%، وهو ما يعكس وعياً متزايداً بالجدوى الاقتصادية للتصاريح مقارنة بالدفع اليومي.
ولم يكن الجانب التقني بعيداً عن هذا التحول؛ فشركة «باركن» ضخت استثمارات كبيرة في تطبيقها الذكي الذي بات يوفّر سبع وسائل دفع مرنة، منها المحفظة الرقمية، وخاصية الدفع الآلي، وإمكانية السداد لاحقاً خلال خمسة أيام عبر ميزة pay later.
كما أضافت خاصية free flow في المواقف متعددة الطوابق، ما يتيح الدخول والخروج دون تذاكر أو حواجز.
ولم تغفل الشركة الجانب الإنساني، إذ أصبح بإمكان ذوي الهمم الحصول على تصاريح إلكترونية بدلاً من الورقية، إضافة إلى تخصيص تصاريح سكنية لمواطني الدولة ومواطني مجلس التعاون ضمن نطاق 500 متر حول مناطقهم التجارية أو السكنية، لتسهيل استخدام المواقف القريبة.
هكذا تمضي دبي بخطوات متسارعة في تحويل المواقف العامة إلى منظومة ذكية ومرنة، حيث لم يعد الأمر مجرد رسوم وقوف، بل أداة استراتيجية لإدارة الازدحام وتوفير خيارات عادلة وفعالة لمختلف فئات المجتمع.