
طائرات “عنان” تلامس عنان السماء.. صناعة إماراتية تتأهب لغزو الأسواق العالمية
في إنجاز تقني لافت يعكس طموح دولة الإمارات في مجال الابتكار، كشفت شركة «عنان» الإماراتية، المتخصصة في إنتاج الطائرات ذاتية القيادة، عن خططها الطموحة لتوسيع صادراتها إلى الأسواق العالمية، انطلاقاً من مقرها الرئيس في دبي، حيث تصل نسب التصنيع المحلي فيها إلى ما بين 80 و90%.
وأوضح المهندس مشعل المرزوقي، مدير تطوير الأعمال بالشركة في تصريحات صحفية، أن «عنان» تطور حالياً محركاً مبتكراً لإطلاق الأقمار الاصطناعية باستخدام طائرات الدرونز، وهو ما يُعد نقلة نوعية في تقنيات الفضاء، إذ يُشكل بديلاً واعداً لوسائل الإطلاق التقليدية، ويجري اختباره حالياً ضمن مشاريع الشركة المستقبلية.
وأشار المرزوقي إلى أن الشركة التي تتجاوز استثماراتها حاجز الـ70 مليون درهم، قد بدأت بالفعل إنتاج طائراتها منذ ثمانية أشهر، مؤكداً أن عمليات التصنيع تشمل الهياكل ودوائر الأسلاك داخل دبي، بينما يتم استيراد البطاريات فقط.
وفي إطار التوسّع في الحلول التقنية، تعمل «عنان» على تطوير طائرة بدون طيار قادرة على الشحن الثقيل، بقدرة حمل تصل إلى 200 كيلوغرام.
وتخضع هذه الطائرة لعمليات تحسين عبر استبدال بطارياتها الثقيلة بمحرك توربيني يتيح لها الطيران لمسافة أطول تصل إلى ساعتين، ما يعزز من كفاءتها في نقل المعدات ومواد البناء لمشاريع البنية التحتية.
ومن بين أبرز ابتكارات الشركة، طائرة «غيث» المخصصة للأعمال الزراعية، والتي تقدم حلولاً متقدمة مثل نثر الحبوب، تلقيح النخيل، ورصد حالة المحاصيل بواسطة كاميرات دقيقة.
كما تعمل «عنان» بالتعاون مع شركة أميركية على تطوير طائرة ذاتية القيادة لنقل الركاب والبضائع، بتقنية دفع هوائي فريدة، وبدون شفرات مراوح، وبطول تسعة أمتار وسرعة تبلغ 100 كم/س.
ولم تغفل الشركة المجال الصناعي، حيث أنتجت طائرات مُجهّزة بتقنيات كشف تسربات الغاز، لاستخدامها في المصانع وحقول النفط ومحطات الوقود.
كما وفرت طائرات لحالات الطوارئ لنقل الأدوية والتطعيمات، وأخرى لتوصيل الطرود من منافذ البيع.
وأشار المرزوقي إلى أن «عنان» بدأت بالفعل عقد أول اتفاق خارجي لها مع دولة المالديف، وتخوض مفاوضات محلية للتعاون في مجال الطائرات الزراعية مع جهات في أبوظبي، مؤكداً أن الشركة تخطط للتوسع الإقليمي والعالمي خلال الفترة المقبلة.
وفيما يتعلق بالطاقة الإنتاجية، أوضح أن الشركة قادرة حالياً على تصنيع 100 طائرة شهرياً، مع تطلعات لتوسيع الإنتاج مستقبلاً عبر إنشاء خطوط تصنيع خارجية تديرها من مقرها في دبي.
واختتم المرزوقي حديثه بالتأكيد على أن الطائرات الذاتية القيادة باتت من أدوات المستقبل الأساسية، نظراً لما توفره من دقة وسرعة، وتوفير في الوقت والجهد يصل إلى 60% مقارنة بالطرق التقليدية.
كما أشار إلى أن اسم «عنان» يعكس الطموح الإماراتي ببلوغ السماء، وإعادة تعريف حدود الممكن في عالم التكنولوجيا والطيران.