اخبار الامارات

سياسة جديدة في مدارس أبوظبي لمنع الوجبات السريعة وتوصيل الطعام

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يتجدد الجدل حول صناديق الطعام التي يحملها الطلبة إلى مدارسهم، بعد أن أظهرت دراسات محلية أن 44% من هذه الوجبات تفتقر إلى القيمة الغذائية، وهو ما أدى إلى إصابة نحو ثلث الطلبة بالسمنة و9% منهم بالسكري.

هذا الواقع دفع دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي إلى اعتماد سياسة إلزامية جديدة تحظر دخول خدمات توصيل الطعام إلى المدارس، وتشدد على توفير بدائل غذائية صحية ومراقبة التزام الطلبة بها، باعتبار أن القضية لم تعد مجرد خيارات شخصية بل مسألة صحة عامة.

الأطباء وخبراء التغذية يحذرون من انتشار رقائق البطاطس والشوكولاتة والمشروبات الغازية والعصائر الملونة داخل “اللانش بوكس”، إذ تحتوي هذه الأطعمة على نسب عالية من السكريات والدهون والمواد الحافظة التي تزيد من مخاطر السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب، فضلاً عن تأثيراتها طويلة المدى مثل زيادة احتمالية الإصابة بالسرطان والاكتئاب وضعف الإدراك.

ويؤكد معلمون وإداريون أن عدداً كبيراً من الطلبة، خاصة في المرحلة الثانوية، اعتادوا طلب وجبات سريعة من المطاعم القريبة واستلامها عند بوابات المدارس خلال الاستراحة، في ظل إعلانات يومية تجذبهم إلى الوجبات السريعة، وهو ما ساهم في تفاقم المشكلة.

ولمعالجة ذلك، أوصى خبراء التغذية بمواصفات محددة لصندوق الطعام المثالي بحيث يكون مصنوعاً من مواد آمنة ومقسماً لحفظ أصناف متعددة، على أن يخلو من اللحوم المصنعة والعصائر المحلاة، ويحتوي على توازن بين النشويات الصحية والخضراوات والفواكه الطازجة والبروتينات مثل الحليب والزبادي والجبن الأبيض، إضافة إلى الدهون الصحية كالمكسرات وزيت الزيتون.

وأكد استشاري طب الأسرة الدكتور عادل سجواني أن ما يتناوله الطفل اليوم ينعكس على صحته في المستقبل، مشيراً إلى أن الأمراض المزمنة في منتصف العمر غالباً ما تكون امتداداً لعادات غذائية سيئة في مرحلة الطفولة، لافتاً إلى أن الأسر تتحمل مسؤولية كبيرة لأنهم هم من يوفرون هذه الوجبات ويملكون القدرة على تشكيل عادات صحية لأبنائهم.

ويرى أخصائيو التغذية أن تقديم الطعام الصحي بطريقة جذابة وملونة يساعد على تقبل الطلبة له، حيث يمكن استبدال الكعك والوجبات المصنعة بالزبادي مع التوت أو الفواكه المجففة، مع استبعاد الأطعمة سريعة التلف مثل البيض واللحوم لتفادي التسمم الغذائي.

وفي هذا الإطار، أكدت دائرة التعليم والمعرفة أن المدارس ملزمة بشكل كامل مع بداية العام الدراسي 2025-2026 بتطبيق سياسة الطعام الصحي وسلامة الغذاء، والتي لا تقتصر على منع الأغذية الضارة، بل تشمل التثقيف الغذائي عبر المناهج وورش العمل ورصد اضطرابات الأكل والتنمر الغذائي، إلى جانب ضمان حصول جميع الطلبة على وجبة صحية يومياً.

كما شددت على أن أي مخالفة من المدارس ستقابل بإجراءات قانونية وعقوبات، ما يجعل مسألة التغذية الصحية جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى