اخبار الامارات

رحلات برية تنتهي بمآسٍ: خمسة أخطاء قاتلة وراء حوادث قيادة المواطنين خارج الدولة

تحولت رحلات سياحية كان من المفترض أن تكون مليئة بالذكريات السعيدة إلى مآسٍ انتهت بفقدان أرواح وإصابات خطيرة، بعدما تعرض مواطنون لحوادث مرورية أثناء قيادتهم المركبات خارج حدود الدولة.

ورغم اختلاف الدول والوجهات، إلا أن الأسباب التي تقف خلف هذه الحوادث تكاد تتكرر، لتشكل دروساً قاسية لكل من يفكر بالسفر براً أو استئجار مركبة في الخارج.

مواطنون لديهم خبرة طويلة في السفر البري أكدوا أن القيادة خارج الدولة ليست مجرد تغيير في الوجهة، بل هي تجربة مختلفة كلياً تبدأ من أنظمة المرور، مروراً بطبيعة الطرق، وصولاً إلى أسلوب قيادة السائقين المحليين.

أبو سلطان، الذي اعتاد السفر منذ سنوات، أشار إلى أن التهور والسرعة الزائدة ومحاولات التجاوز الخطيرة هي الوصفة الأسرع للحوادث، خاصة على الطرق المظلمة أو المزدوجة ذات المسارين فقط، مضيفاً أن الانشغال بالهاتف وقلة النوم والقيادة لساعات متواصلة يزيد الخطر أضعافاً.

ومن أبرز التحديات التي يواجهها السائقون في الخارج اختلاف موقع المقود في بعض الدول، وانعدام الإضاءة على الطرق السريعة ليلاً، إضافة إلى التضاريس الصعبة والمنعطفات الحادة، حيث أوضح أبو هزاع أن بعض الدول الأوروبية تعتمد على علامات فسفورية بدلاً من الإنارة، مما يتطلب تركيزاً عالياً من السائقين غير المعتادين على هذا النمط.

ويرى أبو راشد أن الطرق المنظمة والوعي المروري في بعض الوجهات الأوروبية يساعد على تجنب الحوادث، لكن المشكلة تظهر مع السائقين الجدد على تلك البيئات ممن يتجاهلون القوانين مثل ربط الحزام أو الالتزام بالسرعة المحددة، ما يؤدي إلى مخالفات باهظة وحوادث محتملة.

وزارة الداخلية شددت على ضرورة التزام المسافرين براً بقوانين المرور وتجنب الانشغال عن الطريق وأخذ فترات راحة منتظمة، إضافة إلى عدم تحميل المركبة أكثر من طاقتها.

ونصح الخبير المروري جمال العامري بالتخطيط المسبق للرحلة، والتعرف على أنظمة السير في الدولة المقصودة أو المارة بها، وفحص المركبة ميكانيكياً وإطاراتها قبل الانطلاق، خاصة إذا كانت الوجهة تتضمن طرقاً جبلية أو مناطق ثلجية أو ماطرة.

وفي حادثة وقعت منتصف يوليو الماضي، نُفذت مهمة إسعاف جوي لمواطنين إماراتيين أصيبوا في حادث بليغ بسلطنة عُمان أسفرت عن وفيات وإصابات خطيرة، مما أعاد إلى الواجهة أهمية التقيد بالإرشادات، حيث جددت وزارة الخارجية دعواتها للمواطنين إلى توخي الحذر والتسجيل في خدمة “تواجدي” لتسهيل الدعم في حالات الطوارئ.

القيادة خارج الدولة ليست مغامرة عادية، بل تجربة تحتاج إلى وعي وانضباط وتخطيط دقيق، ومعرفة القوانين المحلية وفحص المركبة وأخذ قسط من الراحة يمكن أن يكون الفارق بين رحلة تنتهي بابتسامة وأخرى تنتهي بمأساة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى