موسم الاحتيال.. هكذا يصطادك المحتالون بإعلانات “السفر العاجل” و”الأسعار المغرية”
في كل صيف، لا تقتصر حركة العطلات على السفر والاستجمام فحسب، بل تصبح كذلك موسماً خصباً لنشاط المحتالين على الإنترنت، الذين يستغلون فورة الإعلانات والمبيعات الموسمية لخداع المتسوقين بعروض وهمية لا وجود لها إلا على الشاشات.
تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات مغرية لبيع أثاث وأجهزة منزلية مستخدمة بأسعار زهيدة، غالباً ما تحمل عبارات مثل “عاجل بسبب السفر”، ليكتشف الضحايا لاحقاً أنهم وقعوا في فخ نصب إلكتروني.
دائرة القضاء في أبوظبي أطلقت تحذيرات واضحة من هذه الحيل المتزايدة، مؤكدة أن الجناة يستغلون كثافة النشاط على الإنترنت خلال الإجازات لتنفيذ عملياتهم الاحتيالية.
واحدة من أكثر الحيل تكراراً تبدأ بإعلان مغرٍ عن منتج، يتبعه تواصل مع الضحية، وإيهامه بأن البائع يغادر البلاد بشكل عاجل.
ثم تأتي الخطوة التالية بطلب دفع رسوم شحن بسيطة عبر رابط إلكتروني، يتضح لاحقاً أنه موقع مزيف تم تصميمه بدقة لخداع المستخدم وسرقة بياناته البنكية، ما يؤدي إلى سحب مبالغ ضخمة من حساباته دون علمه.
أحمد.ش، أحد الضحايا، روى كيف خسر 7300 درهم بعد محاولته شراء تلفاز بـ500 درهم من بائع مجهول عبر “فيس بوك”، والذي زعم أنه سيرسل الجهاز عبر شركة شحن، لكن الضغط على رابط دفع رسوم التوصيل قاده إلى موقع احتيالي سرق منه بياناته المصرفية.
ضحايا آخرون واجهوا خدعاً مشابهة. مستخدم باسم “أبوسعيد” دفع 3000 درهم مقابل أثاث مستعمل، على أن يستلمه بعد عدة أيام، فقط ليكتشف في الموعد المحدد أن الشقة خالية، والبائع قد غادر الدولة، تاركاً خلفه ضحاياه دون أثر.
في حادثة أخرى، اشترت سيدة ساعة يد تحمل علامة فاخرة عبر “إنستغرام”، مرفقة بصور الضمان والفاتورة، قبل أن تصطدم بالحقيقة: الساعة مقلدة وقيمتها لا تتعدى 1000 درهم.
دائرة القضاء أوضحت أن المحتالين غالباً ما يستخدمون حسابات وهمية وسندات مالية مزورة، وينفذون عملياتهم في أوقات الإجازات الرسمية لتفادي الملاحقة القانونية، مستغلين أيضاً توقف البنوك ومحدودية الرقابة في بعض الأوقات.
السبب الأبرز لسقوط الكثيرين في شباك النصب هو الانجذاب للصفقات “الرابحة”، إلى جانب ضعف التحقق من هوية البائعين والمواقع، والاستخدام العشوائي للروابط الإلكترونية.
الجهات المختصة شددت على أهمية عدم إبرام صفقات إلكترونية مع أشخاص مجهولين أو مواقع غير موثوقة، وعدم دفع أي مبالغ قبل استلام السلعة، والابتعاد عن التعامل خلال الإجازات الرسمية حين تزداد فرص التلاعب والاحتيال.
كثير من الضحايا، بعد اكتشافهم وقوعهم في فخ، باتوا ينشرون تجاربهم لتحذير الآخرين في مجموعات البيع والشراء، التي أصبحت بدورها مسرحاً واسعاً لهذه الأنشطة المشبوهة.
الرسالة الأهم تبقى في ضرورة رفع الوعي، والتعامل بحذر مع الإعلانات الرقمية، خاصة تلك التي تحمل وعوداً مغرية يصعب تصديقها. ففي موسم العطلات، لا تكون كل العروض حقيقية، وبعضها ليس أكثر من كمين رقمي بإخراج احترافي.