قبل أن تحزم حقائبك.. هذه “الأدوات الذكية” قد تنقذك من خسائر السفر
مع اقتراب موسم العطلات، ينشغل كثيرون بالتخطيط للوجهة والفنادق والطيران، لكن ما يغفله البعض قد يكون الفارق بين رحلة موفقة وأخرى مثقلة بالتكاليف غير المتوقعة.
فبحسب خبراء في قطاع التقنية، الاستعداد للسفر لم يعد مقتصراً على الحقيبة، بل يتطلب اليوم “استعداداً تقنياً” متكاملاً.
ويؤكد متخصصون أن تجاهل هذا الجانب قد يُكبد المسافرين خسائر مالية كبيرة، خصوصاً في حال السفر مع عائلات كبيرة، إذ يمكن للتطبيقات الذكية أن توفر حلولاً اقتصادية وتجنب المسافر فواتير باهظة.
فمن البداية، يشير خبير التقنية، محمد الفقي، إلى أن اعتماد المسافر على تطبيقات مقارنة الأسعار للطيران والفنادق قد يخفض التكاليف إلى النصف في بعض الأحيان.
ويلفت إلى أن عدم استخدام هذه الأدوات قد يدفع البعض إلى حجز تذاكر أو فنادق بأسعار مرتفعة، في حين كان يمكن الحصول عليها بسعر أفضل بنقرة واحدة.
لكن التوفير لا يتوقف عند الحجز فقط. فالتنقل داخل الدول المقصودة، سواء عبر سيارات الأجرة أو وسائل النقل العامة، قد يكون مكلفاً إن لم يكن المسافر مجهزاً بتطبيقات الخرائط المحلية أو تطبيقات النقل المعتمدة في الدولة.
ويضيف الفقي أن الاعتماد على سيارات تاكسي عشوائية قد يؤدي إلى دفع أضعاف السعر الحقيقي، خصوصاً في الدول السياحية ذات الطلب المرتفع.
ويحذر الفقي كذلك من الوقوع في فخ “التجوال الدولي”، الذي قد ينتهي بفاتورة اتصالات صادمة و الحل؟ بطاقات eSIM الافتراضية التي توفرها تطبيقات متعددة، وتقدم خدمات اتصال وإنترنت بأسعار منخفضة، دون الحاجة إلى شريحة محلية أو تفعيل باقات مكلفة.
أما التعاملات المالية، فيراها نقطة حاسمة، مشدداً على ضرورة تجنب استخدام النقد في الدول غير المألوفة.
ويؤكد أن تطبيقات الدفع عبر الهاتف ليست فقط وسيلة أكثر أماناً، بل تحمي من الوقوع في فخ العملات المزيفة أو غير المتداولة، والتي قد تكون منتشرة في بعض الأسواق الشعبية أو الوجهات السياحية.
من جانبها، ترى خبيرة التقنية، جيسي كيم، أن كثيراً من المسافرين يغفلون قوة التكنولوجيا في جعل الرحلة أكثر تنظيماً واقتصاداً.
وتوضح أن تطبيقات الترجمة، مثلاً، تُجنب السياح مواقف محرجة أو استغلالاً في الأسعار، خاصة عند التنقل في دول لا تتحدث الإنجليزية، مما يساعد في التعامل بثقة في الأسواق والمطاعم.
وتضيف أن الاعتماد على التطبيقات الخاصة بمسارات القطارات والحافلات يوفّر الكثير من المال، خصوصاً من المطارات، حيث تكون سيارات الأجرة باهظة الثمن.
وتشير إلى أن تحميل الخرائط بدون اتصال إنترنت، وتطبيقات دليل الوجهات السياحية، يُعدّ من أساسيات أي مسافر يرغب في استثمار وقته وماله بشكل فعّال.
وترى كيم أن الكثير من الخسائر غير المتوقعة قد تُتفادى عبر خطوات بسيطة، منها النسخ الاحتياطي للوثائق المهمة مثل جوازات السفر والتأشيرات وتذاكر الطيران، سواء عبر الهاتف أو عبر خدمات التخزين السحابي، مع تأمينها بكلمات مرور أو خصائص بيومترية.
ولا تقلل من أهمية محولات الشحن الكهربائية، إذ إن نسيانها قد يدفع المسافر إلى شراء أجهزة غير ضرورية في الخارج، فقط لاستخدام أجهزته، وهو خطأ شائع يحدث أكثر مما يُتوقع.
ويوافق هاني نوفل، خبير التقنية الإقليمي في شركة «إن تي تي داتا»، على أن هذه الاستعدادات التقنية باتت ضرورية، وليست رفاهية كما يعتقد البعض.
ويشدد على أن تجاهل التطبيقات الذكية قد يفتح الباب أمام عمليات احتيال، خاصة في الوجهات التي لا تتمتع برقابة صارمة على أسواقها أو خدماتها السياحية.
ويختتم نوفل بالتأكيد على أهمية أن يبدأ المسافر بالتخطيط التقني للرحلة بنفس جدية تخطيطه للمكان والزمان، فالتطبيق الصحيح في الوقت المناسب، قد يكون هو الفارق بين تجربة مرهقة وأخرى سلسة ومليئة بالذكريات الجميلة.
في النهاية، قد يكون الهاتف الذكي هو أفضل رفيق في رحلتك، إذا عرفت كيف تستفيد من قوته.