اخبار الامارات

كارثة صيفية في إسبانيا.. موجة حر تودي بحياة أكثر من 1500 شخص وتدق ناقوس الخطر  

في تطوّر مثير للقلق، تواجه إسبانيا واحدة من أسوأ موجات الحر المسجلة في تاريخها الحديث، حيث ارتفعت حصيلة الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف إلى 1505 حالات، وفقًا لبيانات رسمية صادرة عن معهد كارلوس الثالث للصحة العامة.

وأعلنت السلطات الإسبانية حالة التأهب القصوى في 34 مقاطعة وسط البلاد، نتيجة درجات حرارة استثنائية بدأت مبكرًا هذا العام، ما أدى إلى تفاقم الآثار الصحية وارتفاع عدد الضحايا بوتيرة مقلقة.

وبحسب إحصائيات نظام المراقبة اليومي للوفيات، فإن الفترة بين 16 مايو و4 أغسطس وحدها شهدت عددًا من الضحايا يفوق ما سُجل خلال صيف عام 2024 بأكمله، حين بلغ العدد 1022 وفاة.

ويتوقع الخبراء أن يتجاوز هذا الرقم حاجز الألفي وفاة، وهو الرقم الإجمالي المسجل العام الماضي بحسب المعهد الدولي لعلوم المناخ.

ديانا جوميز باروسو، الباحثة بمعهد كارلوس الثالث ورئيسة نظام المراقبة، أوضحت أن إسبانيا شهدت موجات حر غير معتادة من حيث التوقيت والقوة، مشيرة إلى أن درجات الحرارة في يونيو تخطت الأرقام القياسية، إذ بلغ متوسط الحرارة 23.6 درجة مئوية، بزيادة 0.8 درجة عن أعلى متوسط شهري سُجل في مايو 2017، وأكثر بـ3.5 درجات عن متوسط يونيو بين عامي 1991 و2020.

وخلال الفترة من 16 مايو حتى 13 يوليو فقط، فعّلت السلطات التحذير الأحمر من الحرارة الشديدة 76 مرة في مناطق مختلفة، وهو رقم لم يُسجل على الإطلاق في الفترة نفسها من العام الماضي.

وتُظهر التحليلات أن الفئات الأكثر تضررًا هم كبار السن؛ حيث إن نحو 95% من الوفيات تعود لأشخاص تجاوزوا سن الـ65، فيما تمثل الفئة العمرية فوق 75 عامًا أكثر من 80% من الضحايا.

ويعتمد نظام المراقبة على مقارنة عدد الوفيات اليومية بمتوسطات وفيات السنوات العشر الماضية، مستندًا إلى بيانات المعهد الوطني للإحصاء، مع الأخذ في الاعتبار التوزيع العمري للسكان.

موجة الحر هذه ليست مجرد ظاهرة طبيعية عابرة، بل مؤشر مقلق على تسارع تغير المناخ وتفاقم آثاره البشرية، ما يستدعي تحركًا عاجلًا واستراتيجيات وطنية لحماية الفئات الضعيفة واحتواء الكوارث المستقبلية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى