عيون ذكية على طرق دبي: مراقبة دقيقة لـ1.7 مليون حصة تدريبية خلال 7 أشهر
في خطوة تعكس التوجه المتسارع نحو التحول الرقمي والابتكار في الخدمات الحكومية، سجل نظام “الرصد الذكي” التابع لهيئة الطرق والمواصلات في دبي إنجازاً لافتاً بمراقبته لأكثر من 1.7 مليون حصة تدريب على قيادة المركبات خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2025.
النظام الذي أُطلق مع بداية العام من قبل مؤسسة الترخيص، نجح في تتبّع أداء 245,764 متدرباً عبر تقنيات متقدمة تعمل على مدار الساعة، محققاً قفزة نوعية في معدلات الرقابة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث ارتفع عدد الحصص الخاضعة للرصد بمعدل 14 ضعفاً.
يعتمد “الرصد الذكي” على منظومة متطورة من الذكاء الاصطناعي ورؤية الحاسوب، من خلال كاميرات ذكية مزوّدة داخل مركبات التدريب، قادرة على اكتشاف التجاوزات تلقائياً مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة، أو إهمال ربط حزام الأمان، أو الخروج من المسارات المحددة، وصولاً إلى السلوكيات غير اللائقة مثل تناول الطعام أو النوم داخل المركبة.
ولم يقتصر تأثير النظام على الجانب الرقابي فقط، بل أحدث نقلة نوعية في زمن التفتيش الميداني، حيث تقلّصت مدة التفتيش التقليدية من 20 دقيقة إلى دقيقة واحدة فقط، ما أتاح رصد عدد مخالفات تجاوز خمسة أضعاف ما كان عليه سابقاً.
هذا التحول الرقابي يعزز من كفاءة المعاهد التدريبية، ويضع جودة التدريب وسلامة المتدربين والمدربين في صلب العملية التعليمية، خصوصاً مع ربط نتائج الأداء الفعلي للمدربين بأنظمة التراخيص، ما يتيح تحليلاً تنبؤياً يعين الجهات المختصة على اتخاذ قرارات دقيقة واستباقية.
وأكدت الهيئة أن هذا النظام يشكل نموذجاً فريداً لتكامل التكنولوجيا مع الرقابة الميدانية، ويجسّد شراكة فعّالة بين القطاعين العام والخاص.
كما شددت على ضرورة التزام المعاهد ومراكز التدريب بجميع اللوائح والمعايير، مشيرة إلى أن تحسين الأداء والامتثال لمتطلبات السلامة هما مسؤولية مشتركة، والنظام الذكي يمثل فرصة لإرساء ثقافة جديدة من الوعي والانضباط في بيئة التدريب.