
جمارك دبي تُحدث ثورة في تجربة السفر: معاملات ذكية، أطباء بالمطار، واستقبال يليق بعاصمة السياحة
تحوّلت تجربة الوصول إلى مطارات دبي هذا الصيف إلى نموذج متقدم من الكفاءة الرقمية وسرعة الإجراءات، بفضل خطة متكاملة أطلقتها جمارك دبي لمواكبة ذروة موسم العودة من الإجازات الصيفية، حيث يتزامن تدفق المسافرين مع ذروة الأنشطة السياحية وفعاليات “مفاجآت صيف دبي”.
الخطة التي وضعتها الدائرة جاءت ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية في الضيافة والسياحة.
المبادرات التي تم تنفيذها لم تقتصر على تعزيز الجوانب التشغيلية فقط، بل شملت أيضاً تحديثات نوعية على مستوى الأنظمة الذكية، أبرزها تطبيق “الإفصاح المبكر الذكي” (IDeclare)، الذي يتيح للمسافرين الإفصاح المسبق عن مقتنياتهم قبل الوصول للمطار، مما يختصر زمن العبور عبر المسار الأحمر إلى أقل من أربع دقائق.
ويُعد هذا الابتكار الرقمي أحد الحلول الرائدة التي تقدمها الإمارة لتقليل زمن الانتظار وتيسير حركة الدخول، دون الإخلال بالدور الرقابي للجمارك.
ومن بين أبرز الإجراءات الجديدة، كشفت جمارك دبي عن إطلاق مبادرة نوعية تتمثل في توفير طبيب صيدلاني على مدار الساعة داخل صالة التفتيش الجمركي، لتقديم الرأي الفوري في الأدوية البشرية التي يجلبها المسافرون.
هذه الخطوة قلّصت زمن تخليص الأدوية من 72 ساعة إلى خمس دقائق فقط، وأسهمت في تسهيل دخول الأدوية للمسافرين المرضى أو من يحتاجون لعلاجاتهم الضرورية أثناء التنقل.
في الجانب الرقابي، أكد مسؤولو الدائرة تشديد الإجراءات ضد أي محاولات للتهريب أو التهرب الجمركي، مع الحرص على حماية أمن المجتمع وصون الاقتصاد الوطني.
وقد تم تعزيز كوادر التفتيش، وزيادة أعداد ضباط المناوبة، إلى جانب تشغيل 77 جهازاً متطوراً لفحص الحقائب، موزعة بين الحقائب اليدوية والكبيرة، لتسريع التفتيش وضمان التدقيق الفعال دون تأخير.
كما قدمت الدائرة توضيحات مهمة حول المواد المقيدة التي قد تصطحب مع المسافرين، والتي تتطلب موافقات خاصة من الجهات المختصة، وتشمل ثماني مواد رئيسية منها: الحيوانات الأليفة، الشتلات الزراعية، معدات التصوير المخصصة لتغطية الفعاليات، مستحضرات التجميل، الأجهزة اللاسلكية، والطائرات بدون طيار (الدرونز).
وشددت على ضرورة الإفصاح عن هذه المقتنيات قبل المرور بنقاط التفتيش لتفادي الإجراءات القانونية.
الدليل الجمركي المحدّث الذي نشرته جمارك دبي عبر موقعها الإلكتروني، تضمن معلومات وافية للمسافرين بشأن المواد المسموح بإدخالها دون رسوم جمركية، كالهدايا التي لا تتجاوز قيمتها 3000 درهم، والسجائر والتبغ ضمن كميات محددة، بالإضافة إلى ضرورة الإفصاح عن أية مبالغ نقدية أو معادن ثمينة تتجاوز قيمتها 60 ألف درهم أو ما يعادلها من العملات الأجنبية.
أما من هم دون 18 عاماً، فتُضاف مقتنياتهم إلى الحد المسموح لولي أمرهم أو مرافقهم.
كما أوضح الدليل أن الإعفاء من الرسوم الجمركية مشروط بعدم الطابع التجاري للمقتنيات، وألا يكون المسافر منخرطاً في نشاط تجاري يتعلق بما يحمله من بضائع.
أما الكميات الزائدة المخصصة للبيع، فتخضع لكامل الإجراءات الجمركية بما فيها احتساب الرسوم وفق التعريفة الجمركية والبيان النظامي.
وفي تعليق خاص، أكد مدير إدارة عمليات المسافرين في جمارك دبي، خالد أحمد، أن الدائرة ملتزمة بتقديم تجربة دخول سلسة وآمنة تليق بمكانة الإمارة العالمية، لافتاً إلى أن كل الجهود تركز على تحقيق توازن دقيق بين تسريع الإجراءات وحماية المجتمع، مضيفاً أن على جميع المسافرين مراجعة دليل المسافر المتوفر على الموقع الرسمي للجمارك لتفادي أية مفاجآت غير مرغوب بها.
هكذا تثبت دبي مجدداً أنها لا تكتفي بالمعايير التقليدية، بل ترسم ملامح جديدة لتجربة السفر العالمية، حيث تلتقي التكنولوجيا بالخدمة الفائقة، والرقابة بالحفاوة، لتظل مطاراتها عنواناً للتقدّم والابتكار.