
فجوة الأسعار تُقلق المستهلكين بين “السوبرماركت” و”الهايبرماركت” في الإمارات
في ظل تنامي الاعتماد على المنافذ المتوسطة للتسوق اليومي، بدأ المستهلكون يبدون تذمرهم من غياب الشفافية السعرية وارتفاع أسعار السلع مقارنة بنظيراتها في المنافذ الكبرى.
عدد من المواطنين أعربوا عن استيائهم من عدم وضوح الأسعار داخل بعض السوبرماركت، مشيرين إلى وجود فروقات تصل إلى 36% لصالح “الهايبرماركت”، ما يدفعهم لإعادة النظر في قراراتهم الشرائية رغم قرب تلك المتاجر من منازلهم.
يقول أحد المتسوقين إن بعض المنتجات الأساسية تباع في السوبرماركت بسعر أعلى بشكل لافت، رغم أنها نفس العلامات التجارية المتوافرة في المراكز الكبرى.
وأوضح أنه اشترى عبوة معكرونة بسعر 4.3 دراهم من منفذ متوسط، بينما وجدها لاحقاً في أحد الهايبرماركت بسعر 3.5 دراهم فقط.
كما لفت إلى أن الفارق في أسعار مطهرات التنظيف قد يتجاوز 30%، وهي نسبة يراها غير مبررة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
من جهتهم، أشار مستهلكون آخرون إلى أن بعض المنافذ المتوسطة لا تضع لافتات أسعار واضحة، أو تستخدم خطوطاً صغيرة وغير مقروءة، ما يخلق ارتباكاً عند اتخاذ قرار الشراء.
وأضافوا أن انتشار هذه المتاجر في الأحياء السكنية كثيفة السكان جعلها خياراً مفضلاً من حيث الموقع، لكن ذلك لا يبرر تغافلها عن تقديم أسعار تنافسية أو عروض مخفضة.
عدد من المواطنين أكدوا أن غياب الحملات الترويجية في المنافذ المتوسطة يمثل عائقاً آخر أمام تفضيلها، خاصة عند مقارنة الأسعار مع ما تقدمه المراكز التجارية الكبرى التي تبعد عن البعض مسافات طويلة، ما يجبرهم أحياناً على قطع تلك المسافات للاستفادة من التخفيضات.
وأشاروا إلى أن أسعار الخضراوات والفواكه الطازجة منها والمجمدة تشهد كذلك ارتفاعاً بنسب تراوح بين 10% و30% داخل بعض السوبرماركت.
على الطرف الآخر، يرى مسؤولو بعض المنافذ المتوسطة أن الفارق في الأسعار يرتبط بحجم المبيعات وقدرة الهايبرماركت على إبرام اتفاقيات أفضل مع الموردين والمصنّعين بفضل مبيعاتهم الكبيرة.
واعتبروا أن ما يُثار حول غياب الأسعار أو عدم وضوحها لا يمثل ظاهرة عامة، بل مجرد حالات فردية، خاصة أن بعض المنافذ بدأت تضع الأسعار مباشرة على المنتجات.
أحد المسؤولين أوضح أن بعض المتاجر تخضع حالياً لعمليات تجديد شاملة، ما أدى إلى إزالة بعض اللافتات مؤقتاً.
كما أشار إلى أن ارتفاع تكاليف الإيجار والخدمات، بالإضافة إلى محدودية الخبرة لدى بعض السلاسل الجديدة، يؤثر في قدرتها على تقديم أسعار منافسة.
في المقابل، توقع عدد من مسؤولي المنافذ المتوسطة أن تشهد الفترة المقبلة تطوراً ملحوظاً من حيث العروض الترويجية، في ظل محاولات التعاون بين عدد من سلاسل البيع المتوسطة لتوحيد عمليات الاستيراد وخفض تكاليف الشراء.
ورغم التحديات، يأملون أن تسهم هذه الخطوات في تضييق فجوة الأسعار وتعزيز ثقة المستهلكين، خاصة مع التوسع في عدد الفروع داخل أبوظبي ودبي.