في سابقة دبلوماسية لافتة.. السفير الأمريكي يحضر محاكمة نتنياهو وجلسة “قضية ميلتشن” تتوقف لأسباب أمنية
شهدت محكمة تل أبيب تطوراً غير معتاد، حين حضر السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، جلسة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في خطوة غير مسبوقة أثارت جدلاً سياسياً وإعلامياً واسعاً، خاصة مع تعليق الجلسة بعد وقت قصير من بدئها نتيجة “تحديث أمني عاجل” سلّمه السكرتير العسكري لرئيس الوزراء.
ووفقاً للقناة 12 الإسرائيلية، فقد أبدى السفير الأمريكي دعمه العلني لنتنياهو أثناء استجوابه في “قضية ميلتشن”، المعروفة أيضاً بـ”القضية 1000″، معتبراً أن المحاكمة تصرف يشتت تركيز القيادة في وقت تعيش فيه البلاد ظروفاً أمنية حساسة، ويقوض سلطة رئيس منتخب خلال ولايته.
وتدور وقائع القضية حول اتهام نتنياهو بتلقي هدايا فاخرة من رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي أرون ميلتشن، ومن الملياردير جيمس باكر، خلال فترة توليه منصب رئيس الوزراء، مقابل تقديم تسهيلات سياسية، من بينها التدخل في تجديد تأشيرة ميلتشن إلى الولايات المتحدة، ودعم مشروع قانون ضريبي كان سيخدم مصالحه.
تشير تفاصيل القضية إلى أن الهدايا شملت سيجاراً فاخراً وزجاجات شمبانيا ومجوهرات قُدمت لزوجته سارة، وقدرت النيابة العامة الإسرائيلية قيمة هذه الهدايا بما يزيد على 200 ألف دولار، معتبرة أن هذه التصرفات تمثل استغلالاً لمنصبه الرسمي.
من جانبه، دافع نتنياهو عن نفسه مؤكداً أن العلاقة التي تربطه بميلتشن شخصية، وأن الهدايا كانت تعبيراً عن الصداقة، في حين أصر على أن تدخله في مسألة التأشيرة كان لدواع أمنية بحتة.
الجلسة تحولت لاحقاً إلى مغلقة بسبب طبيعة المعلومات الحساسة التي تم تداولها، خاصة المتعلقة بالشق الأمني في القضية.
وفي تصريحات أدلى بها السفير الأمريكي للصحفيين عقب الجلسة، قال: “كما صرّح الرئيس ترامب، من غير المعقول أن يُطلب من زعيم في وضع أمني خطير أن يواجه مثل هذه الانشغالات.
فترامب مرّ بتجربة مشابهة، وهو يتعاطف مع نتنياهو في هذا الظرف الصعب”.