في إطار سعي دولة الإمارات لتطوير منظومة البنية التحتية وتعزيز جودة الحياة، أطلقت وزارة الطاقة والبنية التحتية مشروعاً حيوياً لتوسعة وتحديث شارع الإمارات، أحد أهم المحاور المرورية في شبكة الطرق الاتحادية. المشروع الجديد يأتي ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى الحد من الاختناقات المرورية، وتعزيز كفاءة شبكة النقل، بما يدعم النمو الاقتصادي ويواكب تطلعات الدولة نحو بنية تحتية ذكية ومستدامة.
توسعة شاملة لرفع الطاقة الاستيعابية
يشمل المشروع توسيع الطريق من ثلاث إلى خمس حارات في كل اتجاه على امتداد 25 كيلومتراً، من تقاطع البديع وحتى إمارة أم القيوين، مما يعزز القدرة الاستيعابية للطريق إلى 9,000 مركبة في الساعة، أي بزيادة تقارب 65%.
ويعد شارع الإمارات أحد أكثر الطرق ازدحاماً، ما يجعل هذا التوسيع خطوة أساسية لتحسين الانسيابية وتخفيف الضغط المروري.
تطوير تقاطعات وجسور بطول 12.6 كيلومتر
المشروع يتضمن أيضاً إعادة تأهيل تقاطع رقم 7 على شارع الإمارات، من خلال إنشاء ستة جسور اتجاهية يبلغ طولها الإجمالي 12.6 كيلومتراً، وتستوعب ما يصل إلى 13,200 مركبة في الساعة.
كما سيتم إنشاء طرق تجميعية جانبية بطول 3.4 كيلومتر، لتعزيز انسيابية المرور وتوزيع حركة المركبات بكفاءة.
زمن الرحلات ينخفض بنسبة 45%
ومن أبرز الأهداف التي يسعى المشروع لتحقيقها تقليص زمن التنقل بشكل كبير، خاصة للقادمين من رأس الخيمة باتجاه دبي مروراً بأم القيوين والشارقة، حيث من المتوقع أن تنخفض مدة الرحلة بنسبة تصل إلى 45%.
وسيتم تنفيذ المشروع، الذي تقدر تكلفته الإجمالية بـ750 مليون درهم، على مدى عامين بدءاً من سبتمبر 2025.
بنية تحتية تواكب المستقبل
أكد معالي سهيل بن محمد المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية، أن المشروع يمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير شبكة الطرق الاتحادية، ويعكس التزام الدولة بتحقيق الاستدامة والابتكار في مشاريع البنية التحتية.
ولفت إلى أن تحسين كفاءة الطرق وتوسيع التقاطعات الحيوية سيُسهم في تقليل الازدحامات، وتقليص الانبعاثات الناتجة عن التكدس المروري، مما ينعكس إيجاباً على البيئة وجودة الحياة.
تكامل الجهود لضمان الإنجاز السريع
وشدد الوزير على أهمية العمل الجماعي والتكامل بين الجهات المعنية لتحقيق إنجازات نوعية، مؤكداً أن المشروع يتم ضمن رؤية شاملة لتوفير شبكة طرق متكاملة تواكب النمو السكاني والاقتصادي، وتضع الإمارات في مصاف الدول الرائدة عالمياً في مجال البنية التحتية المستدامة.
معايير عالمية في التخطيط والتنفيذ
من جانبه، أوضح المهندس حسن محمد جمعة المنصوري، وكيل الوزارة لشؤون البنية التحتية والنقل، أن المشروع يأتي ضمن الخطة الوطنية لمعالجة الازدحامات، وسيتم تنفيذه وفق أرقى المعايير الهندسية العالمية.
وأكد أن تطوير شارع الإمارات سيعزز حركة التنقل بين مدن الدولة، ويُعد أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في شبكة الطرق الاتحادية.
بهذا المشروع، تواصل دولة الإمارات مسيرتها نحو مستقبل مروري أكثر كفاءة وسلاسة، مستندة إلى تخطيط دقيق، وتنفيذ محكم، ورؤية واضحة تضع الإنسان وجودة حياته في قلب أولويات التنمية.
