هل تعود بريطانيا إلى الاتحاد الأوروبي..ترحيب مشروط من أكبر أربع دول أوروبية واستطلاعات تكشف مفاجآت
في تحول لافت في المزاج الأوروبي العام، كشف استطلاع رأي حديث عن استعداد معظم مواطني أكبر أربع دول في الاتحاد الأوروبي للترحيب بعودة المملكة المتحدة إلى التكتل الأوروبي، لكن بشروط مختلفة عمّا كانت عليه قبل مغادرتها.
الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة “يوجوف” وشمل ست دول في أوروبا الغربية، أشار إلى أن غالبية البريطانيين أيضًا يؤيدون فكرة العودة، لكن بشرط الاحتفاظ بامتيازات خاصة كانت تتمتع بها لندن سابقًا، مثل البقاء خارج منطقة “شنجن” والاحتفاظ بالجنيه الإسترليني.
تأتي هذه التطورات بالتزامن مع زيارة تاريخية قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المتحدة، وهي أول زيارة من نوعها لزعيم أوروبي منذ مغادرة بريطانيا للاتحاد، حيث رحب به رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر، مؤكدًا عزمه على إعادة بناء العلاقة مع الاتحاد الأوروبي لصالح الأجيال القادمة.
وبمناسبة مرور عقد من الزمن على تصويت البرلمان البريطاني لصالح الاستفتاء الذي قاد إلى “بريكست”، جاءت نتائج الاستطلاع لتوضح أن دعم إعادة انضمام بريطانيا للاتحاد يتراوح بين 51% في إيطاليا و63% في ألمانيا، ما يعكس ميولاً أوروبية إيجابية تجاه فكرة العودة.
لكن حين طُرح سؤال حول إمكانية السماح لبريطانيا بالعودة بنفس الامتيازات التي كانت تحظى بها سابقًا، انخفضت نسب التأييد بشكل واضح، حيث لم تتجاوز النسبة 22% في ألمانيا، وبلغت أدنى مستوياتها عند 19% في فرنسا وإيطاليا، وهو ما يكشف وجود “مأزق في الرأي العام”، بحسب ما وصفه مُعدّو الاستطلاع.
في المقابل، أظهرت النتائج أن أكثر من نصف المشاركين في هذه الدول يرون ضرورة دمج بريطانيا بشكل كامل في السياسات الأوروبية إذا عادت، لتشمل مجالات مثل الاقتصاد، والهجرة، والسياسة الخارجية.
أما في بريطانيا نفسها، فقد أيد 54% العودة إلى الاتحاد الأوروبي بشكل عام، لكن هذا الرقم انخفض إلى 36% فقط إذا كانت العودة مشروطة بالتخلي عن السياسات الانسحابية التي استفادت منها لندن في السابق. في هذه الحالة، ارتفعت نسبة المعارضين إلى 45%.
وفيما يتعلق برأي الدول الأخرى، كانت الدنمارك المعروفة بامتلاكها لخيارات انسحاب مشابهة لتلك التي كانت تتمتع بها بريطانيا الأكثر دعماً لفكرة السماح للمملكة المتحدة بالعودة مع الاحتفاظ بامتيازاتها السابقة، حيث أيد ذلك 43% من المشاركين الدنماركيين.