«عام المجتمع» 2025.. الإمارات تمضي بثبات نحو مجتمع متلاحم وشامل ومستدام
في إطار حرصها على تعزيز قيم التماسك والتكافل المجتمعي، أطلقت دولة الإمارات مبادرة وطنية شاملة تحت شعار «يداً بيد» لعام 2025، وذلك في ظل رؤية قيادتها الرشيدة الرامية إلى بناء مجتمع قوي، مترابط، ومتعدد الثقافات، يضع الإنسان في قلب التنمية.
وأوضح عيسى السبوسي، مدير مشروع أعوام الإمارات، أن الدور الحيوي للمؤسسات الوطنية كان واضحاً في تفعيل «عام المجتمع»، من خلال دعم مختلف المبادرات وتعزيز روح التطوع، ما أسهم في بث مفاهيم التعاون والتلاحم بين أفراد المجتمع.
وأكد أن هذه المبادرة تنسجم تماماً مع رؤية «نحن الإمارات 2031» التي تركز على الهوية الوطنية والمشاركة المجتمعية الفاعلة.
وفي هذا السياق، تمثل مبادرة «عام المجتمع» تجسيداً لرؤية الإمارات المستقبلية، حيث تُعد الدولة نموذجاً عالمياً في التعايش بين أكثر من 200 جنسية تنعم بالأمن والاستقرار في بيئة تتّسم بالسلام والانفتاح والتسامح.
جاء إطلاق هذه المبادرة من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ليؤكد التزام القيادة بتعزيز الروابط الأسرية، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية، ودعم الجهود الرامية إلى بناء مجتمع أكثر شمولاً وتنوعاً واستدامة.
ويحمل العام في طياته أهدافاً سامية، أبرزها توسيع قاعدة العمل التطوعي، وغرس مفاهيم المسؤولية المجتمعية، من خلال مبادرات تحافظ على القيم الإماراتية الأصيلة مثل الإنسانية والتفاؤل والطموح والانفتاح. كما تستلهم هذه المبادرات روحها من التراث الإماراتي الغني، الذي يبقى حاضراً في جميع مناحي الحياة، ويُعزز العلاقات بين الأجيال.
ومن أبرز ما يميز «عام المجتمع» هو تسليطه الضوء على التنوع الثقافي باعتباره رافداً أساسياً للتكامل الاجتماعي والابتكار، ما يسهم في تقوية النسيج المجتمعي وفتح آفاق جديدة للتفاهم والإبداع.
كما يشكّل الجانب الاقتصادي محوراً مهماً، حيث طُرحت مبادرات طموحة تستهدف النمو المستدام، عبر دعم ريادة الأعمال، وتحفيز الابتكار في مجالات المستقبل كالتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، إلى جانب برامج تعزز المهارات وترعى المواهب، وتدعم الكفاءات الوطنية بالتعاون بين القطاعين العام والخاص.
ويحظى الشباب بنصيب كبير من الاهتمام ضمن المبادرات المجتمعية، حيث أطلقت المؤسسة الاتحادية للشباب مبادرة «الحي الإماراتي» بالتعاون مع مبادرة فاطمة بنت محمد بن زايد، لإتاحة الفرصة لعرض منتجاتهم المحلية في مطار دبي الدولي، ما يعزز روح الريادة لديهم ويزيد من حضورهم الاقتصادي.
وفي سبيل تعزيز الاستقرار الأسري، أطلقت دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة مبادرة «أسرة المستقبل» التي توفر دعماً شاملاً للشباب المقبلين على الزواج، يشمل التوعية، والمساندة المالية، والخدمات الاستشارية المتنوعة.
كما يشمل العام مجموعة من المبادرات الداعمة لفئة أصحاب الهمم، عبر تطوير الخدمات المقدمة لهم وزيادة الوعي بحقوقهم، مثل المبادرة التي أطلقتها حكومة عجمان لتحسين جودة حياتهم، ومبادرة «لأصحاب الهمم» من هيئة تنمية المجتمع في دبي، التي توفر خدمات طبية متكاملة كفحص الأسنان والبصر والفحص السريري.
ولا يغفل «عام المجتمع» عن كبار المواطنين، حيث أطلقت هيئة الصحة بدبي مبادرة «وياكم» لتوفير رعاية صحية لهم، إلى جانب مبادرة «بركتنا» بالتعاون بين دائرة تنمية المجتمع ومؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي، ومبادرة «فريج الأوليين» التي تقدم برامج ترفيهية ورياضية لكبار السن في الحدائق والأندية، لتفعيل مشاركتهم المجتمعية.
وتؤكد هذه المبادرات جميعها أن عام 2025 ليس مجرد عنوان رمزي، بل خارطة طريق حقيقية نحو مجتمع إماراتي أكثر تلاحماً وشمولاً، يقوم على المبادرة والمشاركة والتضامن، ويعزز مكانة الدولة كواحدة من أكثر دول العالم تقدماً واستدامة بحلول عام 2071.