أكد عبدالله بن دميثان، الرئيس التنفيذي والمدير العام لـ«دي بي ورلد» في دول مجلس التعاون الخليجي، أن الإمارات تضع الأمن الغذائي في صدارة أولوياتها الاستراتيجية، مستفيدة من إمكاناتها اللوجستية المتطورة لتحقيق هذا الهدف.
وأوضح بن دميثان أن الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في التحول من دولة تعتمد بنسبة 90% على استيراد الغذاء إلى نموذج متكامل يجمع بين الزراعة الحديثة والمعالجة المتطورة، مدعوماً بشبكات تبريد عالية الكفاءة لضمان استمرارية الإمدادات الغذائية.
وأشار إلى أن ميناء جبل علي يلعب دوراً محورياً في هذه المنظومة، حيث يستحوذ على قرابة 73% من إجمالي تجارة الأغذية والمشروبات في الإمارات، مؤكداً أن الاستثمار الأخير البالغ 550 مليون درهم في محطة المحاصيل الزراعية يعزز قدرات التخزين والمعالجة للسلع الزراعية، مثل الحبوب والبقوليات وفول الصويا، ما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.
وفي ظل تصاعد التحديات العالمية التي تواجه قطاع الغذاء بسبب الأزمات المناخية والجيوسياسية، شدد بن دميثان على أهمية إعادة رسم خريطة سلاسل التوريد العالمية، مشيراً إلى أن الأزمات مثل الحرب في أوكرانيا أظهرت هشاشة النظام الغذائي العالمي، وانعكاساتها على الأسعار والتوافر الغذائي في العديد من الدول.
وأضاف أن توسع مجموعة «بريكس» مؤخراً لتضم دولاً مثل الإمارات ومصر وإثيوبيا وإندونيسيا، يفتح آفاقاً جديدة لتجارة متعددة الأقطاب وأكثر شمولية، بما يعزز فرص التعاون في مجالات الغذاء والتجارة والاستثمار.
واقترح بن دميثان ضرورة إنشاء «مسارات خضراء» للسلع سريعة التلف، لتسهيل إجراءات التخليص الجمركي وتقليل الهدر الغذائي، إلى جانب الاستثمار في مرافق التخزين المبردة، وتوحيد المعايير الغذائية بين الدول، لافتاً إلى أن الإمارات بما تمتلكه من بنية رقمية وتنظيمية مرنة قادرة على قيادة هذه المبادرات إقليمياً وعالمياً.
كما شدد على أهمية دمج الخدمات اللوجستية والتصنيع والتخليص الجمركي ضمن مراكز متكاملة مثل نموذج جبل علي، الذي أثبت فاعليته في تقليل أوقات الشحن وخفض التكاليف وتعزيز موثوقية الإمدادات الغذائية.
واختتم بن دميثان بالتأكيد على أن الأمن الغذائي مسؤولية مشتركة تتطلب تعاوناً حقيقياً بين الحكومات والقطاع الخاص والابتكار التكنولوجي، مشيراً إلى أن تطوير تقنيات الزراعة الذكية والربط بين الابتكارات عبر المناطق هو السبيل لتأمين غذاء مستدام وآمن لكافة الشعوب.
