اخبار الامارات

ناصر أمير.. شاب إماراتي يحمل حلم “صوت ناي إماراتي” إلى العالمية

من بين أنغام الفنون الشعبية الإماراتية، بزغت موهبة شاب إماراتي قرر أن يعبر حدود المألوف، ليصبح أول عازف ناي أكاديمي في دولة الإمارات، واضعاً نصب عينيه هدفاً أكبر من مجرد إتقان العزف، وهو ابتكار صوت ناي يحمل روح وهوية الإمارات.

إنه ناصر يوسف أمير، ابن إمارة رأس الخيمة، الذي بدأ رحلته الموسيقية من فرقة الفنون الشعبية الإماراتية، حيث كانت بداياته مع آلات الإيقاع وهو في سن الخامسة عشرة، قبل أن يأسره سحر الناي ويغير مسار شغفه بالكامل.

شغف يتجاوز حدود التقليد

يروي ناصر، في تصريحات صحفية، كيف استحوذت عليه آلة الناي، التي وصفها بأنها أقدم من التاريخ الحديث، إذ تعود جذورها إلى أكثر من خمسة آلاف عام، موضحاً أن وقع صوتها وعمق تعبيرها عن المشاعر الإنسانية المختلفة كانا الدافع الأول لتعلقه بها.

ورغم أن آلة الناي ليست جزءاً أصيلاً من الموسيقى المحلية الإماراتية، إلا أن ناصر وجد في هذا التحدي دافعاً إضافياً لتقديم لون موسيقي جديد يحمل بصمة إماراتية، ويعبّر عن ثقافة الوطن بأسلوب معاصر وفريد.

رحلة تعلم شاقة لا تعرف التوقف

مشوار التعلّم بالنسبة لعازف الناي الإماراتي لم يكن سهلاً، بل يتطلب، كما يوضح، عزيمة وصبراً من نوع خاص، لاسيما أن الناي آلة نفخ معقدة تعتمد بالكامل على قدرة العازف على التحكم بالنفس وإخراج الصوت من أعواد قصب فارغة تماماً.

وفي خطوة جريئة، قرر ناصر عام 2020 السفر إلى مصر، حيث التحق بدورة مكثفة لمدة ستة أشهر مع أستاذ الناي المعروف هاني البدري، ليعود بعدها إلى وطنه الإمارات، ويواصل التدريب اليومي بمثابرة، وصولاً إلى انضمامه إلى فرقة الإمارات الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة والشباب، التي أصبح واحداً من أعضائها الأساسيين.

تطوير مستمر وحلم يتشكل

يرى ناصر أن رحلة عازف الناي لا تتوقف عند حد معين، فالتطور المستمر ضرورة حتمية، خاصة أن آلة الناي نفسها لا تخضع لأي تطوير تقني، ما يلقي بكامل المسؤولية على العازف ليبتكر أسلوبه الخاص.

ويضيف: “لا يكفي أن يتقن العازف مقامات الموسيقى التقليدية، بل يجب عليه اختبار مختلف الألوان الموسيقية، والتجريب المستمر لصقل بصمته الخاصة”، مشيراً إلى أنه يتنقل دائماً بحقيبة تضم 15 آلة ناي مختلفة، تساعده في التكيف مع المقامات وطبقات الصوت المتنوعة.

تجربة تُوثّق في كتاب

ولأن حلم ناصر لا يتوقف عند حدود العزف، كشف عن نيته إصدار كتاب يوثّق فيه تجربته الشخصية مع آلة الناي، بأسلوب يعكس الروح الإماراتية، ويسهم في نشر ثقافة هذه الآلة الفريدة في المنطقة، مؤكداً أن لكل شعب موسيقاه وآلاته التي تعكس هويته، وحان الوقت ليصبح للناي صوت إماراتي أصيل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى