اعتقال 6 أمريكيين في كوريا الجنوبية لمحاولتهم إرسال “رسائل الأرز والدولار والإنجيل” إلى كوريا الشمالية

في واقعة أعادت التوترات إلى الواجهة في شبه الجزيرة الكورية، أعلنت الشرطة في كوريا الجنوبية توقيف ستة أمريكيين بعد ضبطهم أثناء محاولتهم تهريب رسائل وأموال إلى كوريا الشمالية بطريقة غير تقليدية.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد حاول المتهمون إرسال 1600 زجاجة بلاستيكية محشوة بالأرز وأوراق نقدية من فئة الدولار الأمريكي ونسخ من الإنجيل، عبر البحر، لتصل إلى شواطئ كوريا الشمالية مع حركة المد والجزر. العملية انطلقت من جزيرة جوانجهوا، التي تقع في إحدى المناطق الحساسة على خط التماس بين الكوريتين.

وأوضح أحد ضباط الشرطة، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن التحقيقات لا تزال جارية مع المتورطين، وسط اتهامات بخرق قانون إدارة السلامة والكوارث، بينما أكد مصدر أمني آخر في كوريا الجنوبية توقيف المتهمين.

لطالما كانت محاولات إرسال منشورات أو رسائل إلى الشمال عبر البحر أو باستخدام البالونات أحد مصادر التوتر بين البلدين، حيث تعتبر بيونغ يانغ تلك الممارسات أعمالاً استفزازية تهدف إلى التحريض وزعزعة الاستقرار.

وفي المقابل، سبق لكوريا الشمالية الرد على مثل هذه المحاولات بإطلاق بالونات محمّلة بالنفايات إلى كوريا الجنوبية، في مشهد يعكس استمرار حالة التصعيد المتبادل.

يشار إلى أن المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية كانت قد ألغت في عام 2023 قانوناً يجرّم إرسال المنشورات والمواد الدعائية إلى الشمال، معتبرة أن ذلك يمس بحرية التعبير، إلا أن السلطات لا تزال تتعامل بصرامة مع أي تحركات قد تُشعل فتيل التوترات مجدداً.

وفي ظل هذه الحادثة، تبقى الأنظار متجهة إلى رد فعل كوريا الشمالية، التي كانت قد أعلنت في وقت سابق قطع علاقاتها مع سيول، وتخلّيها عن هدف إعادة التوحيد السلمي، في وقت تعيش فيه العلاقات بين البلدين جموداً دبلوماسياً منذ فشل محادثات نزع السلاح النووي في عام 2019.