اقتصاد

الإمارات ترسم ملامح الأمل في قرى أفغانستان بـ10 مراكز متخصصة للولادة

في خطوة إنسانية تعكس التزام الإمارات الدائم بدعم المجتمعات الأكثر احتياجاً، جاءت ولادة الطفلة “فاطمة” لتُعلن بداية فصل جديد للأسر الريفية في أفغانستان، بعد افتتاح 10 مراكز متخصصة للولادة أنشأتها دولة الإمارات في سبع ولايات أفغانية، لتحقق بذلك تحولاً نوعياً في القطاع الصحي بالمناطق النائية.

الطفلة “فاطمة” التي وُلدت بأمان في مركز الولادة بولاية ننكرهار، باتت رمزاً لهذا التغيير الإيجابي. فوالدتها، شازيا محمدي، عانت سابقاً من ظروف قاسية مع ولاداتها الست السابقة في المنزل، في غياب الرعاية الصحية اللازمة، بسبب بُعد المستشفيات وعدم القدرة على تحمّل تكاليف المواصلات.

اليوم، تغيّر المشهد، وأصبح مركز الولادة المتخصص على بُعد خطوات من منزل الأسرة، بفضل المبادرة الإماراتية.

رمضان محمد، والد فاطمة، عبّر عن امتنانه الكبير قائلاً: «للمرة الأولى نشعر بالأمان عند استقبال مولود جديد وجود المركز هنا غيّر حياتنا، وأعاد الأمل لكل سكان المنطقة».

المراكز التي تم تشييدها بتمويل إماراتي، لم تقتصر خدماتها على الولادة فقط، بل أصبحت نقاطاً رئيسية للرعاية الصحية الشاملة، حيث تقدّم استشارات طبية، وتنظيم الحمل، والرعاية الطارئة، والأدوية الأساسية، بالإضافة إلى حملات توعية صحية وتثقيفية، ولقاحات دورية، تشمل تطعيمات السل و«كوفيد-19»، يستفيد منها يومياً عشرات الأمهات والأطفال.

الدكتور إكرام الله، أحد الأطباء المشرفين على المراكز، وصف التغيير الحاصل بقوله: «كنا نشهد معاناة كبيرة بسبب الولادات المنزلية في ظروف غير آمنة، أما الآن فالمراكز توفر بيئة صحية وآمنة، وتقدّم فحوصات وتطعيمات منتظمة للأطفال مثل الطفلة “عائشة قمري”، ما يُسهم في خفض معدلات وفيات الأطفال، التي كانت من بين الأعلى عالمياً».

كما عبّرت والدة الطفلة عائشة عن تقديرها لهذا التحول قائلة: «كنا نقطع مسافات طويلة للعلاج، وكثيراً ما كان الأطفال يواجهون مخاطر الطريق، اليوم أصبح كل شيء متوفراً بالقرب منا، ونشكر الإمارات على هذا الإنجاز».

مدير الصحة في ولاية ننكرهار، مولوي أمين شريف، أكد أهمية المبادرة الإماراتية، مشيراً إلى أن هذه المراكز ساعدت الفقراء في الحصول على خدمات طبية لم تكن متاحة سابقاً، خاصة خدمات رعاية الأمومة والتطعيم والدعم الغذائي للنساء والأطفال.

وبحسب إحصائيات «يونيسيف»، لا يزال معدل وفيات الأطفال في أفغانستان من بين الأعلى في العالم، حيث يفقد أكثر من 57 طفلاً حياتهم من كل ألف قبل بلوغ سن الخامسة، ما يجعل هذه المبادرة الإماراتية بمثابة طوق نجاة لآلاف الأسر.

المراكز الصحية العشرة لا تقتصر أهميتها على الجانب الطبي فقط، بل تمتد لتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية مهمة، إذ وفّرت أكثر من 100 فرصة عمل لأبناء المجتمعات المحلية، وأسهمت في تنشيط قطاعات التجارة والنقل، إلى جانب تمكين المرأة، عبر إتاحة بيئة آمنة للرعاية الصحية للنساء والأطفال.

المراكز مجهّزة بأحدث المعدات الطبية والتقنيات، مع الاعتماد على الطاقة الشمسية لضمان استمرارية العمل حتى في المناطق البعيدة عن شبكات الكهرباء، ومن المتوقع أن تستفيد أكثر من 100 ألف امرأة من خدمات هذه المراكز خلال السنوات المقبلة، ما يجعلها حجر الأساس في تحسين الواقع الصحي والاقتصادي للمناطق الريفية الأفغانية.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى