
روضة السركال: لحظة بلقاء القائد غيّرت حياتي إلى الأبد
وسط أجواء مفعمة بالفخر والاعتزاز، عبّرت بطلة الإمارات في الشطرنج، روضة السركال، عن مشاعرها العميقة تجاه لقائها الأخير مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مشيرة إلى أن تلك اللحظات التي جمعتها بسموه ستبقى محفورة في ذاكرتها كأغلى دقائق عمرها.
اللقاء الذي جمع بين السركال وسمو رئيس الدولة، جاء عقب إنجازها اللافت بحصولها على لقب “أستاذة دولية كبيرة” وتأهلها لنهائيات كأس العالم للشطرنج 2025، كأول إماراتية تحقق هذا الإنجاز.
روضة، في تصريحات صحفية ، كشفت عن تفاصيل الشعور الفريد الذي سبق اللقاء، وقالت إنها تلقت إخطاراً بلقاء سموه قبل يوم من الموعد، وعاشت لحظات من الدهشة والفرح الممزوج بالتوتر، لكنها سرعان ما شعرت بالسكينة خلال جلوسها مع سموه لما يقارب 15 دقيقة من الحديث الأبوي والداعم.
تطرّق الحديث مع سمو رئيس الدولة إلى الشطرنج والدراسة وطموحاتها المستقبلية، وشدد سموه على أهمية أن تمثل روضة الإمارات خير تمثيل في المحافل الدولية، واهتم أيضاً بأوضاع أسرتها ودورها في دعم مسيرتها.
بالعودة إلى البدايات، روت السركال حكايتها الأولى مع الشطرنج، التي بدأت وهي لا تزال في الرابعة من عمرها، حين جذبتها رقعة الشطرنج داخل المنزل، لتبدأ رحلتها مع نادي أبوظبي للشطرنج رغم صغر سنها. كان المدرب هشام الأرغد شاهداً على موهبتها، عندما أذهلته بطريقة تحريكها لقطعة “الحصان”.
وأكدت روضة أن الطريق لم يكن ممهداً، فقد قضت ساعات طويلة في التدريب والموازنة بينه وبين الدراسة، موضحة أن شغفها في البداية لم يكن للبطولات، بل حباً للعبة نفسها، لكن بعد إنجازاتها، تغيّرت نظرتها وطموحاتها.
لم تخلُ الرحلة من التحديات، فقد واجهت لحظات إحباط، خاصة بعد الهزائم، وكشفت عن رغبتها في الاعتزال في إحدى البطولات، لكنها سرعان ما عادت لتتوج بلقب البطولة الكلاسيكية وتحقق لقبها الدولي الكبير، مؤكدة أن الشطرنج علّمها الصبر والثبات أكثر من أي شيء آخر.
وعن تأثير والدتها، قالت إنها كانت الداعم الأول في كل تفاصيل حياتها، من التمارين إلى التعليم، كما أن الشطرنج ساهم في تحسين قدراتها الذهنية وسرعة استيعابها، حتى بات يومها مزدحماً بين الدراسة والتدريب وأداء الواجبات.
رغم انشغالها بالرياضة، تحتفظ روضة بطموح أكاديمي واضح، فهي تخطط لدراسة القانون وتطمح لأن تصبح محامية بارزة، كما تمارس عدة هوايات مثل القراءة، والعزف على الأورج، والسباحة.
وعن قدوتها في اللعبة، اختارت الأستاذ الدولي الكبير “لفون أرونيان” من أرمينيا، الذي ألهمها بقصة كفاحه من بيئة بسيطة إلى القمة العالمية، معتبرة إياه نموذجاً للالتزام والعزيمة وحب العائلة.
أما عن مستقبلها، فقد عبّرت عن نيتها اعتزال اللعبة قبل بلوغ الثلاثين، مع طموح بأن تصبح مدربة تُخرج أبطالاً إماراتيين، وتحلم باعتلاء منصات بطولات آسيا والعالم، وأن تكون من بين المصنفات الأُول عالميًا.
في ختام حديثها، وجهت السركال رسائل ملهمة إلى شباب الإمارات، خاصة الفتيات، تحثهم فيها على المثابرة وملاحقة الأحلام، مستندة إلى دعم الوطن وقيادته، مؤكدة أن الفتاة الإماراتية اليوم قادرة على بلوغ أعلى المراتب في كل المجالات، بما في ذلك الرياضة.