اخبار الامارات

“صيف بلا خلافات”..خبراء يوجهون الأسر: لا تنبشوا الماضي واستثمروا الإجازة بذكاء

موسم الإجازات الصيفية، رغم ما يحمله من فرص للراحة والتقارب الأسري، قد يتحول إلى ساحة للتوتر والخلافات داخل البيت الواحد، بسبب تغير الروتين واختلاف التوقعات وتضارب الأدوار.

هذا ما أشار إليه عدد من المختصات في الشؤون الاجتماعية، اللواتي حذرن من الوقوع في فخ “فتح الملفات القديمة” خلال الإجازة، مؤكدات أهمية استثمار هذه الفترة في خلق ذكريات جميلة وتعزيز التماسك الأسري.

الدكتورة بدرية الظنحاني، رئيس لجنة الاستشاريين الأسريين بجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، أوضحت أن أغلب النزاعات التي تظهر في الإجازات ترتبط بتغير نمط الحياة، وغياب التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة خارج دائرة الالتزامات اليومية.

وأشارت إلى أن غياب تنظيم الوقت والخصوصية، إضافة إلى تضارب التوقعات حول كيفية قضاء الإجازة، يتسبب في نشوء صدامات غير متوقعة.

وتابعت أن وجود الأب بالمنزل لفترات طويلة، وتوقف التزامات الأبناء، في مقابل الأعباء المتزايدة على الأم، يؤدي إلى اختلال توازن الأدوار، مما يرفع من مستوى التوتر الأسري.

من جهتها، بيّنت المستشارة التربوية والأسرية همسة يونس أن غياب خطة واضحة لتنظيم وقت الأسرة هو السبب الأبرز للتوترات العائلية خلال الصيف، حيث يؤدي تكدس أفراد الأسرة في مكان واحد لفترات طويلة إلى فقدان الخصوصية، وبالتالي نشوب خلافات ناتجة عن الضغوط النفسية.

وأكدت أن المراهقين على وجه الخصوص يعانون من الملل إذا لم تُوفر لهم أنشطة مفيدة، ما يدفعهم إلى الإدمان على استخدام الهواتف الذكية، وهو ما قد يصطدم برغبة الأهل في تقنين هذا الاستخدام، ما يخلق جوًا من النزاع المستمر.

عضو لجنة البحوث والدراسات في جمعية الإمارات لحماية الطفل، أروى عبدالله، شددت على أن عشوائية التخطيط للإجازة الصيفية، وخاصة لوقتها الطويل، تؤدي إلى حالة من الفوضى داخل الأسرة. وأضافت أن الفراغ الناتج عن غياب الأنشطة المنظمة ينعكس على صحة الأبناء وسلوكهم، مشيرة إلى أن البدائل كالمخيمات الصيفية والنوادي تلعب دورًا مهمًا في التوازن النفسي والبدني.

ولفتت إلى أن استغلال الوقت في تطوير المهارات والمواهب من خلال الأنشطة الثقافية والاجتماعية، يعزز من شعور الأبناء بالانتماء والثقة بالنفس، إذا تم بدعم وتوجيه من الوالدين.

بدورها، رأت الباحثة مريم حسن راشد من جامعة الشارقة أن التوتر الأسري في الصيف ليس حالة طارئة، بل نتيجة حتمية لتغير نمط الحياة اليومية، مشددة على أن الخلافات ليست المشكلة بحد ذاتها، بل كيفية التعامل معها.

ودعت إلى ضرورة إشراك جميع أفراد الأسرة في وضع خطة صيفية تُرضي الجميع، واعتبرت أن مجرد تخصيص وقت يومي يجمع الأسرة في نشاط مشترك يُعد كفيلاً ببناء روابط أقوى بينهم.

وكمساهمة عملية، طرحت الدكتورة بدرية الظنحاني أربع آليات رئيسية لتقليل الخلافات الصيفية، شملت:

1. جلسة عائلية قبيل بدء الإجازة للتعبير عن تطلعات كل فرد ووضع خطة توافقية.

2. توزيع المهام والأدوار بمرونة، لتخفيف العبء عن الأم، وإشراك الأبناء والزوج في الحياة المنزلية.

3. توفير فترات راحة خاصة لكل فرد، تتيح له الاستقلالية والخصوصية.

4. وضع ميزانية مالية مسبقة تراعي إمكانات الأسرة، مع مشاركة الأبناء في اتخاذ قرارات الإنفاق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى