كسر الرجيم في العيد.. 5 مخاطر صحية لا تظهر فورًا ولكنها تؤذي كثيرًا
مع حلول عطلة عيد الأضحى، يتجه كثير من الأشخاص إلى التخلي المؤقت عن أنظمتهم الغذائية الصارمة، دون إدراك ما قد يترتب على ذلك من تأثيرات صحية خطيرة.
وفي هذا السياق، حذّر الدكتور نجيب صلاح عبد الرحمن، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي، من أن الكسر المفاجئ للرجيم يمكن أن يترك بصمات سلبية على الجسم، خاصة لدى من يعتمدون على أنظمة منخفضة السعرات لفترات طويلة.
وأشار إلى أن الأفراد المصابين بمشكلات صحية مزمنة مثل القولون العصبي، الكبد الدهني، السكري، أو من خضعوا لجراحات إنقاص الوزن، يُعدّون من الفئات الأكثر عُرضة للتأثر سلبًا بالتغيّرات المفاجئة في نمط الغذاء خلال أيام العيد.
وتتعدد المشكلات التي قد تظهر نتيجة هذا التغيير المفاجئ، ومنها اضطرابات حادة في الجهاز الهضمي، مثل الشعور بالانتفاخ، عسر الهضم، وعودة أعراض الارتجاع المريئي بعد تناول أطعمة ثقيلة غنية بالدهون والسكريات.
ويحذّر الأطباء من أن الجسم قد يتفاعل مع كسر الرجيم كما لو أنه “فترة حرمان طارئة”، مما يدفعه إلى تخزين السعرات الحرارية بشكل مفرط، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تراكم الدهون بشكل ملحوظ.
ولا يتوقف الأمر عند الجهاز الهضمي فقط، بل إن الكبد والبنكرياس يتحمّلان عبئًا إضافيًا عند الإفراط في استهلاك الدهون والسكريات، ما يرفع احتمالية حدوث مضاعفات صحية خاصةً لدى مرضى الكوليسترول والسكري.
كذلك، قد يعاني الشخص من آثار نفسية غير مباشرة، تتمثل في الشعور بالذنب أو تأنيب الضمير، ما يفتح الباب لنوبات من الأكل العاطفي أو الإقلاع التام عن النظام الغذائي، ما يؤدي بدوره إلى مزيد من الاضطراب في السلوك الغذائي.
ومن بين الأضرار الأقل وضوحًا، تباطؤ عمليات الأيض واضطرابات هضمية ناتجة عن قلة النشاط البدني خلال أيام العيد، حيث يقل معدل الحرق وتُصبح العودة للنظام الصحي أكثر صعوبة.
ولتفادي هذه المخاطر، شدد الدكتور عبد الرحمن على أهمية الاعتدال، واقترح البدء بوجبات خفيفة مثل السلطات أو الشوربات لتقليل الشهية، مع تحديد كميات صغيرة مسبقة من أطعمة العيد، وتفضيل اللحوم المشوية أو المطهوة بطرق صحية، وتجنّب الجمع بين الدهون والحلويات في وجبة واحدة.
أما في حال كُسر النظام الغذائي، فنصح بالعودة التدريجية إليه عبر تناول أطعمة خفيفة لمدة يومين مع مراقبة استجابة الجسم، مؤكدًا أن اللجوء إلى التجويع أو الإفراط في التمارين كرد فعل، قد يؤدي إلى مزيد من الارتباك في التمثيل الغذائي بدلاً من تصحيحه.