اخبار الامارات

ارتفاع ملحوظ في حالات التوحد بمراكز الفجيرة: وعي مجتمعي وتقدم في التشخيص

شهدت مراكز الرعاية والتأهيل في إمارة الفجيرة ومدينة دبا الفجيرة خلال العام الدراسي 2024-2025 تصدُّر حالات التوحد بين فئات أصحاب الهمم، حيث بلغ عدد الطلبة المصابين باضطراب طيف التوحد 100 طالب وطالبة، ما يمثل نحو 39% من إجمالي المنتسبين إلى تلك المراكز.

وتُظهر البيانات الصادرة عن وزارة الأسرة أن هذه الحالات توزعت على النحو التالي: في مركز الفجيرة، تم تسجيل 36 حالة لذكور و11 حالة لإناث، بينما سجل مركز دبا الفجيرة 19 حالة لذكور و6 لإناث، إضافة إلى 28 حالة (24 ذكور و4 إناث) ضمن وحدة التدخل المبكر، التي تُعنى بالكشف عن الاضطراب في مراحله الأولى.

أما العدد الإجمالي للطلبة من أصحاب الهمم الملتحقين بمركزي الفجيرة ودبا، فقد بلغ 256 طالباً وطالبة، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً مقارنة بالعام السابق الذي بلغ فيه العدد 248. كما شهدت وحدة التدخل المبكر قفزة ملحوظة في عدد المنتسبين، حيث ارتفع العدد من 29 إلى 64 طالباً وطالبة.

وتركّز مراكز التأهيل جهودها في تقديم مجموعة متكاملة من خدمات الرعاية، تشمل العلاج الحسي والوظيفي، وعلاج اضطرابات اللغة والنطق، إضافة إلى جلسات العلاج السلوكي، إلى جانب الأنشطة الترفيهية والرياضية التي تهدف إلى تعزيز دمج الأطفال في المجتمع المحلي وتنمية مهاراتهم.

وقد أرجعت وزارة الأسرة المجتمع هذا الارتفاع في عدد الحالات المشخّصة إلى تنامي الوعي المجتمعي تجاه اضطراب التوحد، وإلى تطور أدوات الكشف المبكر، إلى جانب توسيع مفهوم “طيف التوحد” ليشمل حالات لم تكن تصنف سابقاً ضمن نفس التشخيص، ما ساهم في تسجيل أعداد أكبر.

ووفقاً لتعريف الوزارة، فإن التوحد هو اضطراب في الجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى خلل في وظائف الدماغ، يظهر في شكل صعوبات في التواصل الاجتماعي والسلوكي، إضافة إلى سلوكيات واهتمامات متكررة ونمطية. وتبدأ علامات التوحد عادة في وقت مبكر من عمر الطفل، وقد تبرز بين السنة الأولى والثالثة.

ويُعد الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب مقارنة بالإناث، إذ تشير الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بين الذكور تفوق الإناث بأربعة أضعاف. كما تختلف درجة التأثر بالتوحد من طفل إلى آخر، إذ تتباين القدرات والاحتياجات تبعاً لكل حالة.

وشددت الوزارة على أهمية التدخلات المتكاملة من النواحي النفسية والاجتماعية والتعليمية، مؤكدة أن هذه الجهود تسهم في تحسين جودة حياة الأطفال المصابين وأسرهم، داعية إلى ضرورة تبني خطط مجتمعية شاملة تعزز الدمج وتوفر الدعم المستدام لهم في مختلف مناحي الحياة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى