ليست مشكلة عظام.. هناك أكثر من سبب لألم تحت القفص الصدري
تشير المعطيات إلى أن ألم أسفل القفص الصدري ليس مجرد مشكلة عظمية أو عضلية، بل قد يخفي خلفه عدة أعضاء حيوية، وقد يظهر بسبب خلل في المعدة أو البنكرياس أو القولون، وأحيانًا يكون مصدره القلب أو الرئتين أو الطحال.
أسباب محتملة وراء ألم أسفل القفص الصدري
متاعب المرارة والبنكرياس
قد يسبب التهاب المرارة ألمًا في الجانب الأيمن العلوي، بينما يسبب التهاب البنكرياس ألمًا قد يمتد إلى الظهر، خصوصًا بعد تناول أطعمة دهنية. غالباً ما يصاحبه غثيان وقيء وارتفاع في الحرارة، والسبب الأكثر شيوعًا قد يكون وجود حصوات في المرارة. يتطلب العلاج في أغلب الأحيان دخول المستشفى لتلقي السوائل وأدوية مسكنة وربما مضادات حيوية، كما يَفْضَل تجنُّب الدهون خلال فترة العلاج.
التهاب الغضروف الضلعي
يتسبب التهاب الغضروف الذي يربط الأضلاع بعظم القص في ألم حاد عند التنفس أو عند لمس القفص الصدري، بينما قد يُشبه ألم الذبحة ويختفي مع الراحة والعلاج الطبيعي. يُنصح بالراحة وتطبيق كمادات دافئة وتناول مضادات الالتهاب تحت إشراف الطبيب.
التهاب التامور
يتزايد ألم الصدر عند الاستلقاء وينخفض عند الجلوس، وقد يصاحبه صعوبة في التنفس أو شعور بالضغط على الصدر. في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب فورًا، حيث يعتمد العلاج غالبًا على أدوية مضادة للالتهاب أو كورتيزون، وأحيانًا سحب السوائل المتجمعة حول القلب.
مشكلات المعدة والقولون
تنشأ آلام القفص الصدري كثيرًا من الجهاز الهضمي، فالتهاب المعدة أو قرحتها يسبّب حرقة تمتد إلى الصدر، بينما يؤدي الارتجاع الحمضي إلى شعور بالحرقان يمتد من المعدة إلى الحلق. أما متلازمة القولون العصبي فتنشئ آلامًا تحت الأضلاع مع وجود انتفاخ وغازات وتغيّر في حركة الأمعاء. العلاج يعتمد على تنظيم الطعام وتخفيف التوتر وأحيانًا أدوية مهدئة لتشنجات القولون.
الطحال والكلى
يقع الطحال في الجانب العلوي الأيسر من البطن، وأي تضخّم أو التهاب فيه قد يسبب ألمًا يزداد مع السعال أو التنفس العميق، كما أن تمزّقه المفاجئ قد يسبب ألمًا حادًا ويتطلب تدخلاً عاجلاً. أما الكلى، فوجود حصوات صغيرة يسجّل ألمًا يمتد من الخاصرة إلى أسفل البطن مع احتمال الغثيان أو وجود دم في البول. الحل يبدأ بشرب الماء بكثرة، وقد يحتاج تفتيت الحصى أو جراحة في الحالات الصعبة.
أمراض الرئة وغشاء الجنب
الالتهابات الرئوية أو التهاب الغشاء المحيط بالرئة قد يسبب ألمًا في جانبي القفص الصدري تحت الأضلاع يزداد مع التنفس أو السعال. يعتمد العلاج هنا على نوع الالتهاب، سواء كان بكتيريًا أو فيروسياً، ويتضمن مضادات حيوية أو أدوية مضادة للالتهاب، إضافة إلى الراحة وتجنب التدخين.
متى يجب القلق؟
يجب مراجعة الطبيب فوريًا في أي ألم حاد ومفاجئ في هذه المنطقة، خصوصًا عندما يصاحبه ضيق في التنفس أو دوار أو قيء دموي. أما الألم الخفيف الذي يستمر لعدة أيام، فينصح بتقييمه طبيًا لتحديد السبب قبل أن يتطور إلى مشكلة أكبر.